بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 شباط 2024 05:25م هل يستجيب الحريري لدعوات العودة عن قراره، لإعادة التوازن إلى المعادلة الوطنية؟

الأنظار مشدودة إلى التطورات الجنوبية .. ومساع فرنسية لتسوية تنزع فتيل الانفجار

حجم الخط
شكلت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، لإحياء الذكرى ال19 لاستشهاد والده الرئيس الراحل رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، الحدث الأبرز على الساحة السياسية، حيث ينتظر أن يحيي  اللبنانيون وجمهور "تيار المستقبل" هذه الذكرى الأليمة، بحضور الرئيس الحريري وقيادة "التيار"، كما في كل سنة، تقديراً للدور الوطني الكبير الذي أداه المغفور له الرئيس الشهيد، في خدمة لبنان وشعبه . كما في التأكيد على أن لبنان لا يزال يعاني من ترددات هذه الجريمة، بدليل ما أصابه من انهيارات طالت جميع مرافقه، في ظل سلطة سياسية عجزت عن المحافظة على الانجازات التي تحققت في عهد الرئيس الراحل. وهذا ما أوصل لبنان إلى ما وصل إليه من أزمات ونكبات .
ولا تخفي أوساط سياسية قريبة من "المستقبل"، كما تقول ل"موقع اللواء"، أن "هناك ضرورة لعودة الرئيس الحريري عن تعليق عمله السياسي، بعد الفراغ الكبير على الساحة السنية، وما أصاب التوازن الداخلي من خلل، بغياب رئيس "التيار الأزرق" . وهذا يستدعي من الرئيس الحريري أن يتجاوب مع قاعدته الشعبية التي تطالبه بالبقاء في بيروت، ليملأ هذا الفراغ الذي لم يستطع أحد أن يملأه خلال السنتين الماضيتين"، مشددة على أن "هذا الفراغ لمكون أساسي  في لبنان، في ظل هذه الظروف الحالية في المنطقة، وما يحضر لها من تسويات، ومن ضمنها لبنان، ترك تداعياته الخطيرة . وبالتالي فإنه من غير الطبيعي ألا يكون زعيم هذا المكون موجوداً في لبنان، لأن الناس عقدت الولاء له تحديداً، وليس لأحد آخر". وتضيف، "لبنان لا يمكن أن يبقى بهذه الحالة، ولا يجوز أن يستمر هذا الفراغ . ما يحتم على الحريري العودة عن اعتكافه . لكن في المقابل، إذا كان الفرقاء الداخليون حريصين على عودة الحريري، فعليهم أن يقرنوا القول بالفعل، من أجل تهيئة المناخات لهذه العودة" .

وسط هذه الأجواء، لا زالت الأنظار مشدودة إلى تطورات الجبهة الجنوبية، مع بدء استعدادات الجيش الإسرائيلي لشن هجوم على مدينة رفح في قطاع غزة، رغم الاعتراضات الدولية، وتوازياً مع اتساع الهوة بين الموقفين الإسرائيلي والأميركي. وهذا ما رفع وتيرة القلق من انفجار واسع أكثر من أي وقت مضى، في ظل خشية حقيقية من أن يعمد جيش الاحتلال إلى القيام بعدوان على الجنوب، لإبعاد "حزب الله" خارج منطقة جنوب نهر الليطاني، بهدف إعادة المستوطنيين إلى شمال إسرائيل، بعدما أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أن الجيش يواصل الاستعداد لتوسيع العمليات القتالية والتحول إلى الهجوم شمالي البلاد في منطقة الحدود مع لبنان.
وما يثير المخاوف من احتمال تصعيد الموقف، ما يقوم به جيش الاحتلال من استعدادات ميدانية تؤشر إلى  نواياه العدوانية ضد لبنان، بعدما حشد آلاف الجنود على جبهته الشمالية،  في وقت واصل عمليات استهدافه لقيادات في "حزب الله"، توازياً مع استمرار الغارات الجوية على العديد من مناطق الجنوب وقراه . بعدما تم  استهدف مسيّرة إسرائيلية لسيارة كان يستقلها مسؤول "الحزب" في بلدة مارون الراس محمد علوية،  في مدينة بنت جبيل،ما أدى إلى إصابته إصابة بليغة، في وقت أدى القصف المعادي على بلدة مارون الراس إلى استشهاد أربعة مواطنين . وقد أثار تكثيف العدو لطلعات طيرانه الحربي والمسير والتجسسي في الأجواء اللبنانية، من الجنوب إلى الشمال، خشية من نواياه العدوانية في المرحلة المقبلة، توازياً مع  تهديداته المتواصلة ضد لبنان، في ظل تأكيدات قيادته، عزمها على تغيير الواقع على الحدود الشمالية .



وفي حين قررت إسرائيل نقل واحدة من أكبر الفرق النظامية من قطاع غزة لتتمركز على مشارف حدود لبنان، كشف النقاب عن اتصالات تتولاها  فرنسا، من أجل تبريد جبهة جنوب لبنان، من أجل التوصل إلى حل سياسي بين لبنان وإسرائيل، يبتعد "حزب الله" بموجبه إلى مسافة ثمانية أو عشرة كيلومترات عن الحدود، على أن يتولى الأمن في منطقة القرار 1701، 12 ألف جندي لبناني وبالتعاون والتنسيق مع قوات "يونيفيل"، مقابل عودة المستوطنين، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية . لكن دون صدور أي موقف لبناني يشير إلى صحة ما تم كشفه على هذا الصعيد. وقد كشف تقرير شارك في إعداده 100 من كبار المسؤولين العسكريين والحكوميين الاسرائيليين، عن أن أيّ حرب محتملة مع "حزب الله" ستكون أكثر تدميراً ودموية مما يتصور الإسرائيليون. وقد لفت في هذا الإطار، اللقاء الذي جمع الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحركة "الجهاد ‏الإسلامي" في فلسطين زياد نخالة، في إطار التنسيق بين فصائل المقاومة، تزامناً مع الزيارة التي قام بها وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، وما أثارته من اعتراضات واسعة، بعدما ربط الزائر الإيراني، أمن لبنان بأمن بلاده، الأمر الذي قوبل برفض واسع من قبل قوى المعارضة، على مختلف انتماءاتها .