بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 حزيران 2023 06:22م هل يشكل مرشح التسوية مخرجاً للفريقين من المأزق الرئاسي؟

حجم الخط
على أهمية الجلسة الانتخابية ال12 ، وما يرافقها من استنفار سياسي على أعلى المستويات بين داعمي المرشح جهاد أزعور ومؤيدي المرشح سليمان فرنجية، إلا أن هذه الجلسة لن تحدث أي خرق في الجدار المسدود، باعتبار أن تعطيل نصاب دورة الاقتراع الثانية هو الأمر الأكثر ترجيحاً، من جانب نواب "الثنائي الشيعي" والدائرين في فلكه ، ما يعني إطالة عمر الشغور الرئاسي الذي دخل شهره الثامن، في وقت يتوقع أن يحقق المرشح أزعور تقدماً على المرشح فرنجية في دورة الاقتراع الأولى، في حال انعقادها، بما يقارب العشرة أصوات، أو أكثر، بعد قرار عدد من نواب "التغيير" الاقتراع له، وآخرهم النائبان نجاة صليبا وبولا يعقوبيان . وسط دعوات من جانب المعارضة لأوسع تصويت لأزعور، سعياً لحصوله إدا أمكن على ال65 صوتاً من الدورة الأولى، ما يثبته رئيساً بالمعنى السياسي، الأمر الذي يزيد الضغوطات على "الثنائي" ويحمله مسؤولية التعطيل .

وتجمع الأوساط السياسة، على أن الأنظار ستتجه إلى ما بعد جلسة الغد الانتخابية، وتحديداً إلى ما يمكن أن تحققه مهمة موفد الرئيس الفرنسي الخاص، جان إبف لودريان مع القيادات السياسية، بما يتصل بإمكانية إحداث خرق في الجدار، بعدما ظهر واضحاً عجز الأطراف السياسية عن إيصال مرشحها إلى قصر بعبدا . ما يؤشر إلى أن الأمور بحاجة إلى مزيد من المشاورات بين القوى والمكونات الداخلية، من أجل تعبيد الطريق أمام مرشح تسوية، بإمكانه إخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة . وهو أمر لا بد وأن يحظى بقبول الفريقين في الموالاة والمعارضة، بعد إدراكهما بحراجة موقفيهما وصعوبة انتخاب أي من المرشحين .

واستناداً إلى ما توافر من معلومات ل"موقع اللواء"، فإن الفريقين وبعدما أدركا صعوبة السير بأي من المرشحين حتى النهاية، باتا على قناعة بأن سياسة العناد لن تقود إلى مكان، وهذا ما يفرض تقديم تنازلات، استجابة للمساعي الخارجية الهادفة إلى تجاوز المأزق الرئاسي، بالتوافق على مرشح التسوية الذي يمكن أن يقبل به الطرفان، كمخرج من الوضع القائم الذي ينذر بتداعيات لن تكون في مصلحة أحد إذا استمر الوضع على ما هو عليه من المراوحة وشد الحبال بين المكونات . وتشير المعلومات إلى أن المرجعيات الروحية أصبحت على يقين أن المخرج من هذا الوضع المأزوم لن يكون، إلا بالتوافق على مرشح تسوية ينقذ البلد من هذه الانهيارات التي تتهدده بعواقب وخيمة .

وفيما بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع سفيرة فرنسا آن غريو، في مهمة لودريان المرتقبة، فقد لفت ما ذكر عن اتصال وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند ابرئيس مجلس النواب نبيه برّي، ودعوته إلى قيادة العملية الانتخابية، والتشديد على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وهي رسالة ترى فيها مصادر المعارضة حرصاً أميركياً على إنجاز الانتخابات الرئاسية في أسرع، توازياً مع الحراك الفرنسي السعودي الذي استعاد زخمه، بعد إخفاق القوى اللبنانية السياسية في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل الفيتوات المتبادلة، والتهديد بتعطيل نصاب جلسات الانتخاب، سواء من جانب "الثنائي" أو المعارضة .

وتكشف المعلومات، أن قائد الجيش العماد جوزف عون، يتصدر الأسماء التي يمكن أن يكون أحدها، مرشح التسوية الذي يتم البحث عنه، من أجل تصاعد الدخان الأبيض، إعلاناً بانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأسابيع المقبلة، بعدما توافقت القوى الإقليمية والدولية المعنية بالاستحقاق الرئاسي، بضرورة حسم هذا الملف في أسرع وقت ممكن، لتفادي ما قد ينجم عن استمرار الشغور الرئاسي من تداعيات بالغة السلبية .