بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 أيار 2020 12:05ص هل يقف لبنان على أعتاب حرب أهلية ؟

حجم الخط
ان المواطن الذي كان شاهداً على أعمال الحرب الاهلية اللبنانية 1975 – 1990 يحق له امتلاك الحق الحصري بالقول تنذكر وما تنعاد لأنه عايش تلك المأساة عن قرب .

لقد أفلحت الولايات المتحدة حتى الآن بتطويق دول مقاومة لسياساتها التوسعية بسلاح العقوبات بدءاً من روسيا و سوريا عبر قانون قيصر مروراً بايران وصولاً إلى استمرار تقاطر العقوبات نحو جزب الله من واشنطن ، بعدما عجز البيت الأبيض عن تغيير أيديولوجيات هذه الأنظمة لجعلها تدور في فلك السياسة الأميركية . 

والسؤال المطروح هل أن استمرار العجز عن فك الحصار عن لبنان يمكن أن يشعل حرب أهلية جديدة في ربوعه ؟

لقد باتت امكانية وجود هذه الفرضية كبيرة فروسيا إلى الآن لم تتدخل بوسائلها المادية لاقالة عثرة لبنان حديقتها الخلفية كما سبق لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قال ، ويبدو أن فرض قانون قيصر عليها هو من سبب صمتها.

أما حزب الله فلم يستطع إلى الآن أيضاً تطبيق مقولة حاصر حصارك لا مفر ، أي تهديد أمن الكيان الاسرائيلي كوسيلة ضغط لارغام واشنطن على وقف العقوبات عليه وبالتالي لوقف عجلة التدهور الاقتصادي والمعيشي في الرحاب اللبنانية ، ولست في صدد التحريض هنا انما في صدد التحليل خصوصاً أن عملية التسوية بين عواصم القرار حول لبنان بالذات ما زالت متوارية عن الانظار و المعلوم أن اسرائيل هي الحليف الاستراتيجي الأقوى لواشنطن في المنطقة وابنتها المدللة. 

لقد بات الفقر في لبنان رجلاً فاسداً ووحشاً كاسراً علينا قتله ، فالدولية للمعلومات قامت باحصاء يفيد بأن عدد العاطلين عن العمل بلغ 435000 مواطن وهنالك 50000 عامل مازالوا يعملون لكنهم لا يتقاضون رواتبهم على قاعدة ، اشتغل وما تقبض يا حبوب حكم عليك العمل ببلاش بأذن من الفنان غسان الرحباني . 

وإزاء بلوغنا الحائط المسدود بات التعيس والبائس والشيخ المتهافت على القمامات يردد مع الياس أبو شبكة رحمه الله قائلاً ناقم على السماء ساخط على البشر صرت أمقت الصفاء صرت أعشق الكدر غير مشهد الدمار لا أحب في الصور . 

ويبقى الحل الوحيد المتبقي للبنان هو استعادة الاموال المنهوبة لجعل جاكوب روتشيلد ينتحب على حائط المبكى ، فجاكوب هو ابن العائلة التي مولت نكبة فلسطين وصاحب مقولة، سنجعلهم يسرقون أموال شعوبهم ليودعوها في بنوكنا ثم نعيد اقراض شعوبهم من أموالها المسروقة . 

لا غبار على أن وحش الجوع الكافر المولود من رحم الفقر المدقع و العوز الشديد ان بقي حاكماً بأمره لمدة طويلة قد تكون لشهور اضافية أو لمدة تفوق السنة فهو قد ينعكس صدامات طائفية وحزبية في مختلف المناطق اللبنانية خصوصاً أن فريقين في لبنان يخوضان سباقاً للسيطرة على نسبة كبيرة من القرار اللبناني وفريق مناوئ لحزب الله وسلاحه يعتبر أن لبنان لا يمكنه أن يعادي دول الغرب والخليج لأن مصالحه التجارية والاقتصادية تقتضي ذلك ، وفريق آخر مؤيد لسلاح الحزب يعتبر أن اسرائيل مازالت لديها أطماع كبيرة بمياه لبنان و نفطه وغازه وبموقعه الجيوسياسي ، لأنه بالسيطرة على لبنان تسهل السيطرة على سوريا من قبل واشنطن ومن يسيطر على سوريا يسيطر على المنطقة بأسرها كما يقول الكاتب الاميركي الشهير باتريك سيل . 

ولا أخفي سراً إن قلت بان افتعال حرب أهلية جديدة في لبنان هي فكرة قديمة متجددة مدعومة من واشنطن وتل أبيب ، إذ أنه وبتاريخ 8 نيسان 2019 نشر معهد البحوث العالمية غلوبال ريسيرش وثيقة أمريكة اسرائيلية تتضمن تفاصيل خطط حرب أهلية في لبنان و تتضمن الخطة قيام واشنطن باستثمار 200 مليون دولار في قوات الامن الداخلي ISF تحت ستار الحفاظ على السلام ولكن بهدف سري يتمثل باحداث صراع طائفي مع تخصيص مبلغ 2.5 مليون دولار لهذا الغرض ، لكن المخطط إلى الآن باء بالفشل نظراً لتحلي قيادات القوة الأمنية والقوى الامنية عناصر وضباط و رتباء بالحكمة و الوعي . 

واذكر بأن المحلل السياسي المختص بشؤون الشرق الأوسط وأوروبا ايليا فاغنير قال بأن اوروبا تشعر بالقلق الشديد ازاء الأزمة السياسية اللبنانية وتداعياتها غير المباشرة في اندلاع حرب أهلية نظراً لوجود صراع قوي بين فريقين سياسيين لبنانيين قويين على أرضه، وفي الشهر عينه كان السفير الأسبق في لبنان جيفري فيلتمان قد قال إذا ما تلقى لبنان الدعم المالي من الدول الأقليمية و الدولية فسيتلقاه لخدمة هدف واحد ألا وهو اشعال حرب أهلية لبنانية بهدف الحاق الهزيمة بحزب الله على المدى الطويل . لذا فإن استمرار الأمور على ما هي عليه طويلاً يجعل مصلحة المشروع الامريكي تلجأ إلى اضرام نيران هذه الحرب أولاً لتمرير صفقة القرن وثانياً لاعادة احياء مشاريع الكنتنة و الفدرلة على قاعدة فرق تسد وفق خطة برنارد لويس القاضية بتقسيم أقطار الوطن العربي إلى 52 دويلة طائفية وقد تبدأ تلك المشاريع من لبنان ومن يدري؟