بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 آذار 2018 01:00ص هل يمهد التحالف بين الحريري وجنبلاط ليشمل كل القوى السيادية؟

عشية إطلاق البرامج الانتخابية اتصالات التحالفات تنطلق بسرعة قياسية

حجم الخط

سيؤكد الحريري في مهرجان الأحد  لاعلان مرشحي «المستقبل» التزامه  عدم التحالف مع «حزب الله» كرسالة إيجابية للقوى السيادية

بعد اقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية سوف تتكثف الاتصالات والمشاورات بين القوى والأحزاب بغية الوصول إلى تحالفات انتخابية، توفّر لها فرص النجاح في المعركة الانتخابية المقبلة التي وعلى ضوء نتائجها ترسم طبيعة مرحلة ما بعد الانتخابات وخريطتها السياسية.
واعتباراً من الأسبوع المقبل تبدأ هذه القوى بإعلان أسماء مرشحيها الذين ستخوض بهم هذه الانتخابات تاركة كل الأبواب مفتوحة امام التحالفات مع كل القوى الأخرى حسب مقتضيات القانون النافذ، المركب بطريقة معقدة جداً تجعل من الصعوبة بمكان قيام تحالفات شاملة، كما درجت عليه في مرحلة سريان قانون الستين.
أوّل الغيث كان التحالف بين حركة أمل وحزب الله على صعيد كل لبنان، وتبعه التحالف الذي ينتظر ان يعلن عنه رسمياً غداة إعلان الرئيس سعد الحريري أسماء مرشحي التيار الأزرق ويشمل بيروت ودائرة جبل لبنان الثالثة (عاليه - الشوف)، وباقي الدوائر التي لهما قواعد انتخابية فيها، وعلى أمل ان يستتبع ذلك إعلان التحالف بين التيار الأزرق والقوات اللبنانية بعدما قطعت المشاورات الجارية بينهما شوطاً متقدماً، ولم يبقَ حسب اوساطهما سوى بعض التفاصيل القليلة ذات الصلة بالتعقيدات التي يفرضها القانون النافذ.
وعلى نفس الوتيرة السريعة تستمر الاتصالات والمشاورات بين التيارين الأزرق والبرتقالي لنسج تحالفات في الدوائر التي تتقاطع فيها مصالحهما الانتخابية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر في دائرتي زحلة وبعلبك - الهرمل وفي دائرة بيروت الأولى وفق ما رشح حتى الآن عن المشاورات الجارية بينهما.
ووفق المصادر المقربة من التيار الأزرق، فإن مشاوراته لا تستثني الأحزاب الأخرى والمستقلين الذين كانوا منضوين تحت لواء قوى الرابع عشر من آذار بما من شأنه ان يُعيد الحياة من جديد إلى هذا التحالف الذي فرقته ظروف التسوية على انتخاب العماد ميشال عون حليف حزب الله ومعه تحالف 8 آذار رئيساً للجمهورية.
وفي هذا الصدد تُشير المصادر ذاتها إلى الموقف الذي أعلنه زعيم التيار الأزرق في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري لجهة رفضه أي تحالف انتخابي مع حزب الله، ووصفته بأنه رسالة تعمد الرئيس الحريري توجيهها ليس إلى جماهير التيار الأزرق وحده بل إلى كل القوى التي كانت منضوية تحت لواء تحالف الرابع عشر من آذار وتأكيداً منه على ان التيار الأزرق ما زال ملتزماً بالافكار والمبادئ السيادية التي خاض تحالف 14 آذار على أساسها انتخابات 2009 وحقق فوزاً كاسحاً على حزب الله وعلى تحالف 8 آذار الذي ما زال الحزب يتولى قيادته ويحرص على التحالف مع احزابه في الانتخابات النيابية التي ستجري في السادس من شهر أيّار المقبل.
هذه المصادر نفسها تؤكد ان الحريري باق على التزامه بعدم التحالف مع حزب الله، ومعه حلفائه في جبهة الممانعة، وسيؤكد على ذلك خلال اللقاء الذي سيعلن فيه أسماء مرشحيه الذين سيخوض بهم الانتخابات في كل الدوائر الانتخابية ليعطي إشارة الضوء الأخضر لاطلاق تحالفاته مع كل الأحزاب والقوى التي تعتبر نفسها سيادية، وتعمل لتقوية الدولة على حساب الدويلة التي بناها حزب الله والأحزاب الأخرى المنضوية تحت لوائه والتي تستعد لخوض الانتخابات المقبلة، بنفس الشعارات التي خاضت بها انتخابات 2009، ومنيت بالهزيمة التي لم تحسن قوى الرابع عشر من آذار الاستفادة منها بعد تلك الانتخابات، ووصلت إلى ما وصلت إليه.
وبناءً على ذلك تراهن هذه المصادر على نجاح المشاورات الجارية على قدم وساق بين زعيم التيار الأزرق، والقوى السيادية الأخرى التي كانت تشكّل تحالف قوى 14 آذار وفي مقدمها الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية في إقامة تحالف انتخابي حسب مقتضيات القانون النافذ تحت سقف المبادئ السيادية ذاتها التي أطلقت قوى 14 آذار مع احتمال قوي في دخول التيار البرتقالي على الخط في عدد من الدوائر بعد ازمته الحادّة مع حركة أمل وباقي الأحزاب المنضوية تحت عنوان الممانعة.
وسط هذه الأجواء المرتقبة تترقب الساحة اللبنانية عودة سعودية قوية إلى المسرح اللبناني اعتباراً من الأسبوع المقبل حيث من المتوقع ان يزور وزير خارجية المملكة عادل الجبير بيروت ناقلاً رسالة إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي فيما يعود المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا على رأس وفد لاستكمال محادثاته مع المسؤولين على خلفية ما أسفرت عنه زيارة الرئيس الحريري إلى المملكة واجتماعاته مع العاهل السعودي وولي العهد وكبار المسؤولين.