بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 كانون الثاني 2021 12:00ص وحدة المعايير

حجم الخط
لبنان يعاني الشلل الكامل على كل الصعد، وأصبح على حافة الإنفجار الإجتماعي الرهيب، وعدّادات كورونا لم تعد قادرة على اللحاق بعدد الإصابات لهذا الوباء، والعقل السياسي للعهد الذي يفترض أن يتدبر أمر البلد بحكمة ومسؤولية وطنية، تبيّن أنه مثقوب ومنخور بسوس مصالحه وشهواته على حساب وطن وشعب بأكمله ...

بعد لقائه الرئيس عون، خرج الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة بانطباع إيجابي حول اللقاء، مبشراً اللبنانيين بتشكيل الحكومة قبل الاعياد، لمعالجة الأوضاع الداخلية الملحة وإجراء بعض الإصلاحات وكسب ثقة المجتمع الدولي والدول والهيئات المانحة لتأمين الدعم والمساعدات للبنان ... فدخل على الخط الثنائي الكارثي، وزير البلاط والصهر المدلل رامياً سهامه المسمومة على ما تم الإتفاق عليه ومعطلاً تشكيل الحكومة تحت شعار وحدة المعايير، وأول من أصابته هذه السهام مقتلاً « الرئيس القوي» حيث تأكد أنه رئيس مرؤس لا حول ولا قوة ولاقرار له ...

وحدة المعايير ... لا تكون وفقاً لمعاييركم الخاصة وبتقاسم الحصص والمغانم والمصالح الشخصية والفئوية، آخذين البلاد بسرعة قياسية نحو قعر الهاوية الجهنمية على قاعدة « أنا الغريق وما خوفي من البلل».

وحدة المعايير تتحقق من خلال الإلتزام بأحكام الدستور والقواعد ألتي تنظم عمل السلطات السياسية وصلاحية كل منها ... وإطلاق يد السلطات القضائية والعسكرية والأمنية لتطبيق القانون في كل المناطق اللبنانية، ووضع حد لتفلت السلاح بأيدي المجرمين والخارجين عن القانون والعابثين بأمن الوطن والمواطنين ... ومن خلال التوزيع العادل للأموال العمومية بكل أمانة ومسؤولية وطنية على كل البلديات والمستشفيات والجمعيات الأهلية، وليس وفقاً للتعليمات والمصالح الفئوية والخاصة ...

أنتم وأسيادكم وصمة عار، غير مسبوقة في الحياة السياسية، ومعضلة هذا الوطن وسبب إبتلائه، المحكوم بغياب الضمير الوطني والشفافية، وبالحقد والعنصرية والكراهية والكيدية ...

تعطيل تشكيل الحكومة « إلى أجل غير مسمى» لمحاولة إنقاذ البلاد، وإعادة إعمار العاصمة بيروت والمرفأ الذي يشكل الرئة الحيوية التي تتنقس منها البلاد ... يخدم مصالح الكيان الصهيوني وسعيه لقلب المعادلة في المنطقة ليصبح هو الموقع الأكثر إستراتيجية في الشرق الاوسط بدلاً من لبنان؟!