بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 أيار 2019 12:02ص وداعاً مار نصرالله بطرس صفير أيقونة التعايش بين الطوائف اللبنانية

حجم الخط
دون شك كان وفاة سيدنا البطرك أثراً كبير في نفوس جميع اللبنانيين لما مثله في حياته من تضحية في سبيل ابناء الوطن وعلى رأسهم أبناء كنيسته بل والمسيحيين بشكل عام وإيمانه المطلق بالتعايش الإسلامي المسيحي والدعوة الوطنية في وطننا الحبيب لبنان.

لقد ترعرع في صخور ريفون العتيه وآمن بصلابة الايمان وصعوبة السير على خطى السيد المسيح ان لم تقترن بتضحيات جسام وقهر الذات ومحو الشهوات وارساء خيارات ثابتة لا تعديل بها ولا مقايضة ولا حسابات ربح وخسارة، اللبنانين جميعهم دون استثناء يعتزون بالبطريرك صفير لأنه كان يعتبر نفسه لكل الكنيسة ولكل الوطن.

عاش طوال عمره على طريق الرب درب الثقافة واللاهوت والكهنوت.

عرف طوال خدمته الأسقفية بعمله الصامت وحكمته العميقة ورأيه السديد والعمل في ظل رأس الكنيسة دون ملل أو كلل.

آمن أن الانسان المسؤول, خصوصاً في الخدمة الراعوية والأسقفية داخل الكنيسة, لا بد أن يتجرد من حالته الضيقة لينطلق الى افق اوسع في سبيل تحقيق اسمى الرسالات السماوية, وعن حق فوق منطق المنطقة والعائلة, والتصق بالكنيسة الجامعة الرسولية.

لم يساير أو يساوم طوال كهنوته بل ظل يسعى لتثقيف النفس وترويض الفكر واستنهاض الهمم.

معروف بتواضعه وبكلماته المدروسة والمتزنة والمحقة وكلنا يذكر عند انتخابه بطريركاً كيف كان قمة في التواضع. وخصوصاً عندما قال:

«انتخبتموني بطريركاً وأنا لست بأعملكم ولا بألمعكم ولا بأحكمكم ولكنها إرادة الله».

وحملتموني صليباً أعتز أني أعرف أني ضعيف ولكن اعرف في الوقت عينه ما يقوله الرسول: «وهو أني قوي بقوة من يقويني» قوي بالله وبالكنيسة والقديسين من بيننا.

انه كان الصوت الهادر الذي لا يهدأ وارادة لا تعرف الكلل من اجل السيادة والعدالة والحقوق.

انه ضمير المجتمع بأوجاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية بقي رجل الحقيقة والأمل للبنانيين الاحرار المتطلعين الى وطن حر بكل ما تعنيه الحرية من معان سامية.

انه كان يناضل ويسعى من أجل تأمين جيل الشباب الجديد هذا هو السيد البطريرك مار نصرالله بطرس صفير, بطريرك انطاكيا وسائر المشرق, ايقونة مجد لبنان.