23 كانون الثاني 2024 12:00ص أهي بيروت ذابت في المقاصد أم المقاصد ذابت في بيروت؟

حجم الخط
محمد زهير دندن

تنظر من حولك فترى وجوهاً نضرة ملؤها العزيمة والتفاؤل. وجوهاً زرعت في مدينتها العمل الصالح والعلم الوفير وقِيَم إسلامنا الحنيف. 
ترفع ناظريك لترى سنبلة الخير محاطة بصراح العلم والمعرفة وخدمة المجتمع.
بداية يلقي التحية عليك مجمع خالد بن الوليد التربوي، يرتفع ليظلل الساحة وسنبلتها. هذا المجمع حيث اندمجت العراقة مع أحدث وسائل التعليم وصولاً إلى أول كتاب تعليم ديني في لبنان للتلامذة أصحاب الصعوبات التعليمية. 
تنظر يساراً ليتراءى لك من بعيد مسجد بيضون وبقربه كلية علي بن أبي طالب بمبنياها القديم والحديث.
تستدير يميناً فتلامس عينيك مسجد العرب، بدروسه الدينية المتواصلة، وصولاً إلى مستوصف الحرج. تنظر أبعد ليطلّ عليك مجمع سيدتنا عائشة أم المؤمنين، حيث مركز تمكين المرأة ومطبخ ورد المقاصد والكثير من المشاريع الهادفة لشدّ عزيمة سيدات وبنات المجتمع وتمكينهن من مهنة تقيهن ظلام الأيام.
تظن أنها نهاية القصة حين تمرُّ بمعهد المقاصد المهني في طريقك إلى مسجد الخاشقجي، فتشيح بنظرك لتلاقي مستشفى المقاصد. هذا الصرح الطبي المتجدد كل يوم، بأقسامه الحديثة، من مركز زرع نقي العظم، إلى عمليات القلب المفتوح، تجاوره كليتي الدراسات الإسلامية والتمريض، مروراً بمركز كشافة المقاصد.
تلتفت حين تسمع أذان الظهر يعلو من الطريق الجديدة، لترى تلاميذ مدرسة سيدنا عمر بن الخطاب يتوجهون إلى الصلاة.
مهلاً، ما هذا هناك في أعلى تلة برج أبي حيدر؟ يأتيك الجواب الذي يثلج القلوب.. انه مبنى كلية عبد القادر قباني، يرتدي حلّته الحديثة ليكون مدرسة شبه مجانية إضافية لجمعية المقاصد.
تحتار أين تنظر، فتدور ليناديك ذاك المبنى القديم الذي ما زال يرتدي من الخارج زيّه البيروتي العريق، ويحمل في الداخل احدث أدوات التكنولوجيا والتعليم الحديث. انه مركز الدراسات الإسلامية يجاوره عن بُعد في قلب  البسطا التحتا، مبنى كلية البنات قديماً ومركز جامعة المقاصد حديثاً.
وعلى بضع خطوات من البسطا التحتا، في وسط بيروت التجاري, يرتفع مبنى البازركان وبقربه مبنى القرى...
تمشي صعوداً لتصل إلى مسجد القنطاري، تجاوره المدرسة التي تحمل اسم سيدنا أبو بكر الصديق، بمبناها الساحر القديم قدم العاصمة.
تكمل الطريق لتصل إلى كلية سيدتنا خديجة الكبرى وتدور على نفسك لتكحّل ناظريك بإطلالة مسجد سليم سلام.
تقف لتسأل نفسك، أهي بيروت ذابت في المقاصد أم هي المقاصد ذابت في بيروت؟.. أهي بيروت طبعت المقاصد، أم المقاصد طبعت بيروت؟...
أم هم رجال أشدّاء عمرهم من عمر المدينة، صنعوا المعجزات وسلّموا الأمانة من جيل إلى جيل لتصل اليوم إلى ما هي عليه من جمال وإبداع وإتقان؟
رحم الله من بنى وعمّر وبارك الله بمن أكمل وطوّر.
بارك الله بالأمين الذي حمل الرسالة والشعار والسنبلة وسلّمها إلى الفيصل، ليكمل الطريق.
شكراً أمين الداعوق، ففي أيامك فازت بيروت بساحة المقاصد.
وشكراً فيصل سنو، ففي أيامك افتتحت المقاصد ساحتها.
شكراً أبا حسن! شكراً على هذا العطاء و العمل بدون حدود و لا كلل. ليل نهار، لتبقى لبيروت مقاصدها، راية ترفرف عالياً حتى في أحلك الظروف.
بارك الله بك، وبمجلس الأمناء وبفريق العمل الذي يعمل بجانبك ويؤازرك ويساندك تحقيقاً لرؤية تعليمية واستشفائية واجتماعية إسلامية حديثة.
مبروك للمقاصد ساحتها، ومبروك لبيروت مقاصدها... إلى الأمام.. مستقبل يُكتب بأحرف من ذهب...