31 تشرين الأول 2023 12:01ص بهاء الدين عيتاني غادرتنا باكراً أيّها الوطني اللبناني العروبي الملتزم

حجم الخط
فقدت بيروت بالأمس مناضلاً لبنانياً عروبياً عرفته منذ نشأته حتى غيابه الى دنيا البقاء، إنسانا متفانياً في العمل العام، تميّز بالنزاهة في كل نشاطاته، وبالتعاون في كل ما يخدم القضايا التي حملها مع كل الأفراد والمؤسسات، وبكل المسؤولية التي تواكبه على مدار الساعة للوصول الى الأهداف المنشودة.
آمن الراحل الحبيب بالعمل المؤسساتي بعيداً عن الفردية والشخصانية، فكان له الدور الأساس والفاعل في تأسيس الكشاف العربي، ودار الندوة، وجمعية الشباب العربي، وعندما تنادى المخلصون في منطقة رأس بيروت في بداية أحداث 1975 كان هو في المقدمة منهم في تشكيل اللجان وتحصين المنطقة وتمتين العلاقة بين أبنائها المسيحيين والمسلمين فأرسوا بذلك تجربة وطنية رائدة نالت احترام كل المواطنين في لبنان.
الراحل العزيز حافظ خلال عمله كنائب عن بيروت والمؤسسات التي عمل بها ونجح في أن يكون في موقع الناقد والموجّه، واتسم بقدرة على التخطيط ورسم الاستراتيجيات والجرأة على اتخاذ القرارات الصعبة، وحسن التنفيذ، فالعفوية وعدم التصنع طبعت تصرفاته طيلة حياته.
ولا بد من الإشارة بأني عندما طلبت من رئيس جمعية آل عيتاني المرحوم الحاج عبد الرحمن عيتاني بتكليف من الشهيد الرئيس رفيق الحريري بترشيح أحد أبناء العائلة للانتخابات النيابية عام 1996 فكان الرد المباشر ترشيح الأستاذ بهاء الدين عيتاني لما يتمتع به من صفات وطنية جامعة ذكرنا بعضها وتتوّجها الأمانة والأصالة.
ولن أنسى اهتمامه العربي ومنه مثلاً دعوتي للقاء وطني كبير احتفاءً بانتخابي كأول لبناني وبالتزكية أميناً عاماً لاتحاد المحامين العرب، وكان لكلمته الطيبة الأثر الكبير في نفسي وكذلك المشاركين للرؤيا العروبية الصائبة التي أبداها والمهمات التي طرحها للاهتمام بها على مستوى الاتحادات المهنية العربية.
هذه المدرسة التي انتمى إليها الراحل وصقلت شخصيته نتمنى أن يستفيدوا منها أبناؤنا ويسيرون على خطاها.
تغمّده الله بواسع رحمته وأنزله منزلة الصدّيقين والأبرار.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب