بيروت - لبنان

20 تشرين الثاني 2023 12:02ص عصام برغوت.. البيروتي الذي ودّعناه

حجم الخط
عندما يرحل كبارنا، تنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات نورها في ربوع بيروت. فهم ركنها الركين. وهم صمّام أمانها. وهم اليد التي تمسح على رأس يتيمٍ، وتُطعم جائعاً، ولا تبغي مديح النّاس.
لا نرثي اليوم رجلاً عادياً عابراً في تاريخ بيروت الحديث، بل رجلاً عظيماً من هاماتها الشّامخة، الحاج عصام برغوت.
«الحاج» الذي ودّعه محبّوه بدموع صامتة إلى مثواه الأخير. لكلّ بيروتيّ شريط ذكريات مع الحاج عصام. ولئن رحلَ عن دنيانا، إلّا أنّه ترك لنا فيضاً من طيب عمله، وحسن سيرته.
ودّعنا أبا مالك.. البيروتي المخلص، الذي لم يترك مجالاً لخدمة المدينة التي أحبّ. وكأنّ عليه ديناً يسعى ليل نهار ليفيه. كانت شغله الشاغل، وراحة أهلها حاضرة في ذهنه وباله.
رحلتَ أبا مالك، وقد وفّيت دينَك لبيروت وأهلها، ونحن على ذلك من الشاهدين. لا تكفي كلمات الوداع في رثائك.
يحار القلم من أين يبدأ، وهو يعلم أنّ حبره لن يكفي الثناء عليك، أو أن يوفيكَ حقّك.
لكن ما نعلمه أنّ جدران بيروت وشوارعها إن حكت لضجّت من خبر رحيلك ولكانت أكثر تعبيراً من كلّ ما نقول. فهي التي تعرف ما تفعله في سرّك.
رحم الله الحاج عصام برغوت، وعوّض بيروت خيراً في مصابها. التعازي لبيروت، كل بيروت. ولآل برغوت الكرام، ولكل من فَقدَ أباً ناصحاً وأخاً سنداً برحيل الحاج عصام.

المحامي حسن عفيف كشلي