بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 تشرين الثاني 2016 12:14م أعطوا لبنان حقيبة "الاستقلال"..

حجم الخط

متى ندرك أن لبنان "إنسان" وليس "طائفة"؟.. متى ندرك أن لبنان "دولة" وليس حزبًا؟... أردنا لبنان "مسلمًا" وأردناه "مسيحيًا"، فتمزّق الوطن تحت أقدام الطائفية. أكثر من 70 عامًا على "استقلال" كلّ طائفة ومذهب الواحد عن الآخر حتى أصبحنا الولايات المتحدة للطوائف والمذاهب والأحزاب المتناحرة ضمن قطر جغرافي لا يتعدى 10452 كلم2.

في العام 1943 صنع لبنان استقلاله الأول بعدما اتحد اللبنانيون مسلمين ومسيحيين بوجه الانتداب الفرنسي وكانت ثورة تضم نسيجًا وطنيًا دفاعًا عن كرامة الوطن وذلكبعد اعتقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح والوزراء والزعماء الوطنيين واحتجازهم في قلعة راشيا. إذًا، من صنع الاستقلال الأول هو الإرادة الشعبية الوطنية، ولكن سرعان ما انتهت نشوة الانتصار بالاستقلال حين تسلّم قادة الاستقلال مقاليد السلطة فسار معظمهم على النهج الانتدابي السابق وتجاهلوا القوى الوطنية غير الطائفية ومن ناضل دفاعًا عن الاستقلال ومن حمى بشامون وراشيا وغيرها من المناطق اللبنانية بصدورهم العارية. وبالتالي، هذا المشهد طعن بمصداقية عهد الاستقلال التشريني.

في العام 2005 كان للبنان استقلاله الثاني بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث انتفض الشعب اللبناني بكافة طوائفه وأحزابه موحدين بالصوت الوطني والعلم اللبناني حتى انسحاب الجيش السوري من كافة الأراضي اللبنانية. وهذا الربيع اللبناني أنتج عهدًا جديدًا توالت عليه حكوماتعدةحملت شعار "الوفاق الوطني" وعززت "الانقسام الوطني" ولم يحقق من الاستقلال الثاني سوى الفساد سياسيًا وإداريًا والانقسام بين الطوائف والمذاهب مما يطيح مفهوم الاستقلال برمته.

وبعد أكثر من 70 عامًا من الخلاف والاختلاف لم نستطع بناء وطن، والقصة أن لبنان لم يأخذ حقه بنيله حقيبة "الاستقلال"، إنها حقيبة الإرادة الوطنية على صورة ومثال الوطن والمواطن... العهد الجديد برئاسة فخامة الرئيس ميشال عون يتحمّل مسؤولية إعطاء لبنان حقه الشرعي بالاستقلال. إختلفوا ولا تتفرقوا في هذا العهد الجديد لأن التاريخ والحاضر أثبت أن الحوار والسلام بين كافة الأحزاب والطوائف والمذاهب يصنعان وحدهما استقلال لبنان.