بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 تشرين الثاني 2017 02:25م الولادة الجديدة للعرب والصحبة الصالحة

حجم الخط
قانون إلهي، ودستور سماوي يأمر الإنسان بعمارة الأرض، قال تعالى:" هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا". هذا الدستور الرباني يتحدث عن مهمة أساسية للإنسان في هذه الحياة، وهي إعمار الأرض خدمة لبني البشر وللكون حوله، هذه العمارة تشمل كل ما فيه نفع وفائدة للفرد والمجتمع بكافة أطيافه وألوانه.
 
مأساة العرب أن عصورهم الوسطى جاءت بعد نهضتهم وتنويرهم، وسفك الدماء والإفساد في الأرض يرافق عصرنا ويهدد هويتنا العربية. هذا المشهد الغارق في الأحزان يتنفس الصعداء عندما نشاهد "الصحراء الذهبية" تتقدم بأعظم خطواتها نحو المستقبل الإنساني والحضاري والثقافي والعمراني لتكون مرآة  للدستور السماوي. وهنا، نتحدث عن الإمارات العربية المتحدة التي نهضت على أكتاف العزيمة والجهاد من أجل "ولادة جديدة" للعرب.
 
دولة الإمارات هي المركز الذي انطلقت منه الدعوة النهضوية العربية الحديثة القائمة على مبادئ السلام والعدالة والتعددية والتنوع والإنفتاح والحوار مع أتباع الأديان والأعراق والإثنيات، حيث يسكن أرضها أكثر من 200 جنسية، ينعمون بالعيش الكريم، والاحترام والتقدير في بيئة عالمية مثالية جعلت من الإمارات بيئة حاضنة للشعوب. هذه النهضة جعلت من رمال الصحراء أرضًا خصبة للإستثمار بالعقل الشاب، وحولت البيداء إلى عمارة كونية وصلت حدودها إلى الفضاء من خلال إنشاء وكالة الإمارات للفضاء.
 
وفِي المقلب الآخر، الأضواء مسلطة اليوم على القيادة الرابعة الفتية في المملكة العربية السعودية، التي تطرق باب العصر الحديث من أوسع أبوابه من خلال رؤىة ٢٠٣٠ لقيادة المملكة نحو عهد العمران الحديث، وبناء حضارة إنسانية عصرية تحتضن فيها الإبداع الفكري والعلمي. القيادة الشابة عزمت وتوكلت وعادت إلى الجذور إلى الأصول حيث الإيمان الإسلامي  بأركانه وشروطه مبني على السلام بكافة أوجهه.
 
هذا المشهد لا يُبشر إلا بالخير، ولا يُنذر إلا بمستقبل مشرق. هنيئًا للعرب بالولادة الجديدة والصحبة الصالحة المتمثّلة بإحتضان القيادات الشابة والكفاءات العلمية التي تقود الأوطان إلى مستقبل مزدهر ومستدام، بمعنى آخر، أوطان تعيش من عرق جبين شبابها.
 
أما لبنان أرض العمران الحضاري والثقافي والإبداعي، فتصحرت أرضه على يد أبنائه، وخسر لقب "ملتقى الشعوب" وأصبح "ملتقى القبائل الطائفية المتناحرة". مؤلم جدًا أنين الوطن في داخلنا، حيث قطعنا أوصال البلد ووضعناه على قائمة البلدان الأكثر فسادًا في العالم. نتساءل دائمًا لماذا وصلنا إلى هنا؟ ربما يمكننا أن نتلقف الجواب من أصحاب السوء حول "الزعيم" الذين يعملون بجهد من أجل إرضاء "جلالته"، وإشباع غروره الطاووسي، ونيل مكتسبات شخصية لا تعرف قيمة الأوطان. 
 
الصحبة الصالحة بين القيادة وأجيال الشباب تبني المجتمعات والأوطان، وتمهد الطريق إلى ولادة جديدة، حيث عمارة الأرض أولوية دينية وإيمانية وإجتماعية وإقتصادية وسياسية.. عمروا في الأرض.