بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الأول 2017 12:56م بالهيبة.. البلد بيمشي!

حجم الخط
ما حصل في استاد مدينة كميل شمعون الرياضية وصيدا وغيرها من المناطق من أعمال شغب وتكسير وتحطيم لمنشآت تابعة للحق العام قبل الخاص، يشبه تمامًا ما تفعله الطبقة السياسية على مدّ المساحة الجغرافية اللبنانية.
الشغب السياسي أنتج اللامسؤولية وأفرغ المواطن من وطنيته، وهنا الحق يقع على "اللبناني" الذي سلك الطريق دون مقاومة، وقَبِل بالدور الذي قُدِّم له. وبالتالي، أصبح الشغب الإجتماعي مرتبط بالشغب الأول، حيث الكلفة باهظة الثمن ولا يمكن تعويضها أو دفعها، لأنها متعلقة بأزمة الأخلاق، وكما يقول أحمد شوقي: "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا."
فقدنا كل شيء جميل، من هويتنا إلى عاداتنا وتقاليدنا ولغتنا، فقدنا احترامنا لذاتنا، والكرامة والشهامة صفتان أساسيتان عند الإنسان، يمرون مرور الكرام بين الناس خجلاً. والهيبة مصدر الرصانة والأخلاق، انعدم وجودها إجتماعيًا وسياسيًا وإقتصاديًا وقضائيًا ورياضيًا وثقافياً وحتى تربويًا.
مشهد مأساوي لا يليق بنا وبأجدادنا وبوطننا وبالرسالة التي خلقنا لأجلها. كم جميل أن نختلف من دون تخلُّف، كم جميل أن نجتمع للإنتصار معًا لا على بعضنا، كم جميل أن نُسجل لبعضنا لا على بعضنا، كم جميل أن نبني لا أن نهدم.
لبنان وطن كامل الأوصاف التاريخية والحضارية والجغرافية والثقافية، هذه حقيقة ثابتة ربانية لبلد صدَّر الأبجدية، وعلينا كامل المسؤولية لإستعادة هويتنا اللبنانية العربية الأصيلة كأفراد في المجتمع، وعدم قذف المسؤولية في الأحضان السياسية فقط.
الشعوب تقرر مصيرها، واليوم نحن أمام مفترق طرق، إما العودة إلى لبنان أو الفوضى المنظمة برًا وبحرًا وجوًا ستخنقنا. كفانا التحجج بأهل السياسة، فلنبدأ بأنفسنا أولاً، ولنلتزم بقانون المواطنة أولاً. والبلد بيمشي.