بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تشرين الثاني 2017 11:06ص يا أيها الآخرون دعوا الآخرين يعيشون!

حجم الخط

اليمن - يعود "الآخرون" مجدداً إلى ساحتي الصراع و"الحروب من أجلهم": لبنان واليمن، وغيرهما من البلدان المستجدة بفضل اصطراع المقيمين فيها. من غلَّبوا مصالحهم على مصلحة أوطانهم. وانكشف "سرهم الصغير" بأنهم الأحق من غيرهم، والأوفر حظاً في البقاء دوناً عن غيرهم، فاندلع الصراع بينهم مستثمرين تربص الآخرين بهم، عارضين بلادهم ساحةً، وتخلفهم أداةً، واختلافهم ووهنهم الداخلي سلعةً لـ"الإيجار"، خِدمةً للآخرين.

من نافلة القول أن "الآخرين" من "صغار المؤجِرين" زائلون بزوال الغرض منهم، مع بقاء "الآخرين" من "كبار المستأجرين" يستثمرون بالطبع كل "آخر"و"بلد" صغير يتصارعون به وفيه.

ومن المعروف أن "الآخرين الأبرياء" وحدهم من يدفع ثمن صراع "الآخرين الأشقياء"، كباراً وصغاراً، مؤجرين ومستأجرين.

يدفعونه دماً وألماً. اقتصاداً وتعليماً. بالحياة والممات. من حاضرهم ومستقبلهم.

لذا فإن صوتاً للأبرياء يعلو:

يا أيها الآخرون دعوا الآخرين يعيشون.

كفوا عنا صراعكم بنا.

فليس يجدينا نحن الأبرياء، دهاء تخطيط استخدام الأطراف، ودقة تصويب غير المحدد من الأهداف!

ما ينفعنا، نحن الأبرياء، شيء من خلافكم واختلافكم. ولا يداوينا قصكم جناحينا وتجوالكم في حواشينا.

ما استطعنا الانتفاع الإيجابي من سباقكم إلى النفوذ، كما تنتفعون أنتم من سباق بعضنا إلى الفُرقةِ والانشطار بين ألف فِرقة وفِرقة، وبين كبير وكبير.

يا أيها الآخرون، لقد تعبنا نحن وأنتم ما تعبتم. وصرنا نخشى عليكم "التخمة" من النفوذ، ومقاربة تخوم النفاد.

لقد نزفنا منكم جميعاً، بينما بعضكم لم ينزف، وبعض آخر استُنزِف.

وبلغنا من الجراح عمقاً مذهلاً لكل سطحي ومهولاً لكل ذي فج عميق.

كما جُعنا إلى شيوع الأمن وفوائد السلام، ولم يشبع غيرنا من بث الرعب ومنافع الحرب.

إننا نتوق إلى صور البناء لا الدمار. إلى صور أبطال السلام لا تجار الحرب. إلى ساحات خاوية من القتلة والقتلى.

إلى أوطان معمورة بالخير لا أوطان مغمورة بالشر. وبلدان مملوكة لنساء ورجال يغنيهم بناؤه، لا مؤجرة لمن (وبمن) لا يعنيهم فناؤه.

يا أيها الآخرون طالما ملكتم قدرةً على العون –كما نرى ونحيا ونموت ونقلق ونُروع يومياً بفضل مختلف أشكال عونكم!- هلا جعلتموه قدرةً وعوناً على الخير الذي يريده "الآخرون" الأبرياء.

يا أيها الآخرون: تحاوروا معاً، لئلا تتحاربوا بنا. تذوقوا متعة الحوار والتفاهم، واكتشفوا لذتها الأشهى من متعة التشفي والانتقام والتهديد والاستعراض والإجرام.

يا أيها الآخرون: ارفعوا أيديكم عنا في اليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا والبحرين، وكل الأوطان.

دعوا الأوطان لمواطنيها. خذوا –إن أردتم الأخذ دوماً- بيد عقلائها.

اتخذوا قرار النصر والنفوذ الحقيقي بالعون الصادق المخلص على استقرارها وتعايش أبنائها، لا على تماديهم في الغي والتنافر والعداء.

النصرُ وهمٌ والنفوذ سرابٌ. طالما تحقق بحيل الماكرين وغدر الفاجرين، وذعر الأطفال وعويل ودموع النساء، ودماء الرجال ودمار البلاد.

النصر يحققه رواد السلام. النفوذ يزرعه فكر التعايش.

فهلا تدركون –أو تقررون إدراك ذلك- يا أيها الآخرون لتعيشوا بسلام وتدعوا الأبرياء الآخرين أيضاً يعيشون.