يُصادف الأول من نيسان من كل عام، عيد رأس السنة الآشورية، أو ما يعرف بـ"أكيتو"، لكن معظم مواطني الدول العربية، لا يعرفون الكثير عن عيد "آكيتو". فما هو هذا العيد؟ ومن يحتفل به؟
"آكيتو"، هو أحد أقدم الأعياد التي عرفتها الحضارة الإنسانية، حيث استخدمه الأكاديون والعموريون والآشوريون والكلدان والبابليون والسريان في سوريا والعراق، منذ العام 4747 قبل الميلاد حتى العام 100 ميلادياً. ولا يزال مستخدَماً كتقويم لدى بعض الآشوريين في العراق وسوريا.
وانتقل الاحتفال بعيد "آكيتو" من بابل إلى آشور، ومنها انتقل إلى الكرد والفرس والشعوب الأخرى في تركيا وشرق أوروبا، ليُمثّل الاحتفال عيدًا للربيع.
وتبدأ الأشهر الآشورية، بنيسان وتنتهي بشهر آذار، وتمت تسميتها نسبة إلى الآلهة التي كانوا يعبدونها وقتئذ.
رأس السنة الآشورية
يستمر الاحتفال بعيد رأس السنة الآشورية لمدة 12 عشر يوماً. ويعود أصل الاحتفال به إلى السلالة البابلية الأولى، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، إذ يُعدّ بذلك أقدم عيد في التاريخ.
وكان تحديد يوم رأس السنة يعتمد على عدة عناصر طبيعية، وأهمها القمر، فقد كان معلوماً أن شهر "نيسانو" (أي أبريل) يبدأ بحسب التقويم الآشوري بليلة الاعتدال الربيعي.
لكن من هم الآشور والسريان الكلدان المحتفلين بهذا العيد؟
المحتفلون بـ"آكيتو"
الحريصون على الاحتفال بـ"آكيتو"، هم مجموعة عرقية دينية ساميّة مسيحية، تسكن في شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وتركيا وبأعداد أقل في إيران وأوروبا الشرقية.
وأيضا، توجد أعداد أخرى منهم في المهجر مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا وخاصة بالسويد وألمانيا.
وينتمي أفراد هذه المجموعة العرقية إلى كنائس مسيحية سريانية متعدّدة ككنيسة السريان الأرثوذكس والكاثوليك والكنيسة الكلدانية وكنيسة المشرق.
كما يتميزون بلغتهم الأم السريانية، وهي لغة سامية شمالية شرقية نشأت كإحدى لهجات الآرامية في مدينة الرها.
وتبقى المخطوطات الأثرية والتاريخية، ومنها الألواح المسمارية في متحف لندن، المرجع الأوّل والأخير للبحث حول "آكيتو" أقدم تاريخ مكتشف حتى اليوم، في التاريخ البشري.
وخلال هذا العام، قدّمت القيادة الأميركية المركزية، تهاني هذا العيد إلى كل من يحتفل به عبر العالم.
(اللواء، الحرة)