حول العالم

شاركت نهار الأحد الماضي برحلة سياحية بيئية مميزة مع بعض الأصدقاء الى محمية وادي الحجير الطبيعية الرائعة، والتي أنشئت بموجب قانون صدر في تموز 2010، وتعتبر ثاني أكبر محمية بعد محمية الشوف في لبنان ، وهي أول زيارة لي لهذه المنطقة التي لم أعرفها أبدا من قبل، والتي تقع في جبل عامل جنوب لبنان، و تمتد من مجرى نهر الليطاني في قعقعية الجسر أسفل مدينة النبطية حتى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل.

على مسافة 100كم من بيروت، حيث عرفت تاريخيا بعقد مؤتمر عام على رأس نبع الحجير في 24 نيسان 1920 ، عرف بمؤتمر وادي الحجير، وتميز بالدعوة لتوحيد صفوف اللبنانيين لمقاومة الإحتلال الفرنسي.

تقارب مساحة المحمية 26كلم2، وفيها معلم هام هو نبع الحجير، الذي يتفجرموسميا من باطن الأرض، ويروي مساحات كبيرة من الأراضي ، ومقصد للزوار للتنزه والإستمتاع ، حيث تمّ ترميمه بشكل جميل، وأنشئ حوضين للسباحة، مع مساحات كبيرة مشّجرة حوله .

كذلك زرنا في المحمية مطحنة الرمّانة وهي من بين 10 المطاحن التي لا تزال موجودة بعد قصف العدو الإسرائيلي، والتي كانت مقصد لسكان شمالي فلسطين المحتلة والقرى المجاورة، وهناك دراسة مع الجامعة اللبنانية لمعرفة تاريخ هذه المطاحن.

بعد أن مشينا بالمحمية وإستمتعنا بجمال ألأشجار الحرجية، من سنديان، وزيتون، وصنوبر، وكينا، وخروب وغيرها، وتعرفنا على أنواع الحيوانات والطيور الموجودة فيها، أكملنا طريقنا لزيارة قلعة دوبية الصليبية الأصل والقائمة على أنقاض بناء روماني والتي ترتفع على تل تحوطه الأودية من ثلاث جهات وتحيط بها الكتل الصخرية التي حفرت في بعض منها نواويس وأجراناً، يرّجح أنها تعود إلى الفترة الرومانية - البيزنطية، وقد قصفت هذه القلعة من قبل العدو الإسرائيلي وتمّ تدمير سقفها.

وتجدر الإشارة الى أنّ الطريق كانت مميّزة بنظافتها وبوجود حاويات للقمامة خشبية كبيرة، وصديقة للبيئة ، ولوحات توجيهية تطالب الناس بإحترام الطبيعة والمحافظة على نظافة المحمية.

وفي النهاية أختم مرددة أغنية السيدة فيروز: "إسوارة العروس مشغولة بالذهب، وإنت مشغول بقلوب يا تراب الجنوب.. وبتولع حروب وبتنطفي حروب وبضلك حبيبي يا تراب الجنوب".