من جبيل، من عكار، من بيروت ومن الجنوب، انطلقنا جميعاً ومن ثم في بعلبك إلتقينا وتجمعنا، قبل أن نتوجه نحو نهر العاصي... فلماذا كان العاصي خيارنا؟
إخترنا نهر العاصي الذي ينبع من أعالي سهل البقاع من قرية اللبوة اللبنانية، يدخل إلى الأراضي السورية، يصل إلى مدينة أنطاكية التاريخية، ومن ثم يصبّ في البحر الأبيض المتوسط.
إخترنا العاصي لانه لا بد أن نكون عاصين ضد العنصرية وعاصين لأجل الإنسانية... فنهر العاصي عرف بهذا الإسم لأنه يجري من الجنوب نحو الشمال، بعكس اتجاه باقي الأنهر... وهو الذي يقطع مسافة 571 كيلومتر، سالكا عكس التيار، متحديا الأنماط السائدة، رافضا المفروض.
ومنه نتعلم العنفوان والكرامة والحرية، وبأن الحياة تنمو بيننا وتزهر فينا، إن تحلينا بالحكمة وبالروح الإيجابية.
ومن نهر العاصي توجهنا نحو مدينة الشمس بعلبك... لنرفع الصوت "حتى ما ندبكها تعو ندبك سوا".
هناك شبكنا أيدينا ودبكنا سوية، شبان لبنانيون وسوريين تحت القلعة ومعبد جوبيتر.
وبعدها كانت لنا جلسة في صالة قريبة، بدأت بتلاوة دعاء مشترك اسلامي-مسيحي لمريم العذراء.
قبل أن نستقبل مفتي بعلبك سماحة الشيخ بكر الرفاعي، الذي ألقى كلمة شدد فيها على الوحدة الانسانية وكرامة الانسان.
ولاحقاً عرضنا فيلما قصيراً لأسقف بعلبك السابق المطران سمعان عطالله، كما وعرضنا فيلم "لأنه انسان".
وفي ختام هذا اليوم خرجنا برسالة لنا وللجميع وهي... أنه إن أردنا فعلاً أن نحقق العيش المشترك على الأرض... فالقصة تحتاج مبادرة نتحاور فيها ونرمم.
ولمن يشكك بالقدرة على التغيير نقول: "ما تقول ما فيني مش بإيدك الريح بس بإيدك السفينة".