بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 كانون الثاني 2019 02:53م تقاليد الدايم الدايم في لبنان وتبريك المياه والعجين بدون خمير وانحناء الاشجار.. والزلابية

حجم الخط
يقع  عيد الدنح او عيد الغطاس في السادس من كانون الثاني وتحتفل به الكنائس التي تتبع التقويم الغربي في اليوم ذاته الذي تحتفل فيه الكنائس الاورثوذكسية ومنها الارمن بيوم عيد الميلاد. وذلك يعود الى الشعوب التي كانت تعبد الشمس في ايام الملك قسطنطين وتقيم الشعائر لها في الخامس والعشرين من كانون الأول .
 
 عندها تم نقل عيد الميلاد على يد الملك قسطنطين  الى الخامس والعشرين من كانون الأول. وبقي الناس يحتفلون بعيد الدايم الدايم في السادس من كانون الثاني  انطلاقا من مفهوم أنَّ مولد السيد المسيح الطفل(عيسى ابن مريم) ترافق مع معمودية يوحنَّا المعمدان(النبي يحيا)وظهور الروح القدس بشكل  حمامة على نهر الاردن وقت اعتماد المسيح .ومن هنا كلمة الدنح وهي كلمة سريانية وتعني الظهور وكلمة الدايم دايم وهي كلمة اعتاد الناس في هذا العيد أن يتبادلوا فيها التهاني وتعني  الله الواحد الأحد .

من تقاليد وطقوس الدايم الدايم في لبنان حمل المياه الى الكنائس عند منصف ليل الخامس من كانون الثاني لمباركتها على يد الكهنة والشرب منها ورش المنازل للتبارك وطرد الارواح النجسة ورش الحقول لمباركة الزرع.في حين أن الكثير من المؤمنين يزينون قناني المياه بوردة لتبريك شتول المنازل.
 
 الزلابية هي الضيافة المشهورة لعيد الغطاس.وهي نوع من العجين الممزوج بالماء يتم عجنها وتعليقها على شجرة خارج المنزل لتتبارك مع مرور الدايم دايم عند متنصف الليل .وفي اليوم التالي تصنع العجينة على شكل أصابع وتقلى بالزيت وتغمس بالقطر .

  لماذا هذه الحلوى بالذات وليس أي نوع آخر؟ يقول التقليد ان الضيافة قديماً كان معظمها من صنع أهل البيت فاختاروا للميلاد نوعاً وللفصح نوعاً وللبربارة نوعاً .وهكذا ارتبطت الضيافة بالعيد.فالزلابية تُصنع من العجين، والعجين بحاجة الى خميرة كي يختمر ويطيب. والخميرة كانت في الماضي تنتقل وتؤخذ من عجنة الى أخرى مدى العمر أحياناً.فاقترنت الخميرة بالاستمرار والزمن الدايم. انطلاقا من مفهوم ان الدايم دايم وملك الزمن وربُّه  لا يحصره زمن. وذلك لازمت عيد الدايم الدايم، الخميرة والعجينة والزلابية التي تعني الاستمرار . ولأجل ذلك تلصق العروس خميرة فوق عتبة بيتها، لأنَّ العروس ستلد البنين وتفتح البيت وتؤمّن الاستمرار لهذه العائلة التي أتت إليها.

ويرافق عيد الدايم دايم يتقليد اضاءة البيوت وانحناء الشجر. يعتقد التقليد الشعبي أنَّ في منتصف ليلة الغطاس يمرُّ الدايم دايم على البيوت ليباركها ويبارك خاصَّةً أطفالها. لذلك يترك الناس قنديلاً مضاءً أو شمعةً أو لمبة داخل المنزل أو على الشرفة. كما يعتقد التقليد الشعبي أن جميع الأشجار تنحني أمام هذا الزائر الإلهي ما عدا شجرة التوت والبعض يقول شجرة التين لأنَّ يوضاس سيشنق نفسه فيها والبعض الآخر يقول شجرة البلح لأنها رفيقة الآلهة الوثنيِّين.
 
أمَّا المعنى الروحي لهذا السجود وفق الطقوس المسيحية فهي أنَّ الخليقة تودِّي الطاعة لخالقها  وقد عبَّر المزمور عن هذا الواقع بقوله: البحر رآك فارتعد والأردنُّ رجع الى الوراء.
وبذلك تكون مياه نهر الأردنِّ حيث عمَّد يوحنَّا  مياه  للتطهير  الخارجي . أمَّا جرن المعموديَّة فهو  يعني حسب الطقوس المسيحية تطهير الداخل وولادة جديدة من أحشاء جديدة للحياة الأبدية بواسطة  الماء والروح .