بيروت - لبنان

اخر الأخبار

7 تموز 2020 10:15ص تهديد آيا صوفيا تهديد للحضارة المسيحيّة»... بطريرك الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة يدق نقوس الخطر!

حجم الخط

"تهديد آيا صوفيا هو تهديد للحضارة المسيحيّة بأكملها"، بهذه الكلامات عبّر البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة، اليوم الاثنين 6 تموز 2020، عن "قلقه العميق بشأن الدعوات التي وجهها بعض من السياسيين الأتراك لإعادة النظر في الوضع الحالي لمتحف آيا صوفيا، إحدى روائع الثقافة المسيحيّة".

بطريرك موسكو وسائر عموم روسيا، ذكّر بخصوصية آيا صوفيا بالنسبة للكنيسة الروسية، وباهميتها التارخية، وقال في بيان: "هذه الكنيسة قد بنيت في القرن السادس تكريمًا للسيد المسيح المخلص، ولها أهميّة كبيرة للأرثوذكسيّة بأكملها. كما أنها عزيزة بشكل خاص على الكنيسة الروسيّة. لقد صعد مبعوثو الأمير فلاديمير عتبة هذه الكنيسة، وفتنوا بجمالها السماوي. وبعد سماع قصتهم، تلقى القديس فلاديمير المعموديّة وتعمّد الروس، تبعه بعد ذلك بُعد روحي وتاريخي جديد؛ الحضارة المسيحيّة".

ولفت الى العديد من الاجيال "نقلوا إلينا إعجابهم بمآثر هذه الحضارة، وقد أصبحنا الآن جزءًا منها. وآيا صوفيا كانت دائمًا واحدة من رموزها المبجلّة. وقد أصبحت صورة هذه الكنيسة متأصلة بشكل عميق في ثقافتنا وتاريخنا، بعد أن أعطت الإلهام في الماضي لمهندسينا في كييف ونوفغورود وبولوتسك، وفي مختلف المراكز الرئيسيّة لتكوين الروس الروحي في التاريخ المبكر".

وتابع: "كانت هنالك فترات مختلفة، وأحيانًا صعبة إلى حدٍ ما، في تاريخ العلاقات بين الروس والقسطنطينية، ومع ذلك، ومع المرارة والسخط، استجاب الشعب الروسي في الماضي، ويستجيب الآن لأية محاولة تسعى لتحطّ من قدر أو تسحق التراث كنيسة القسطنطينيّة الروحيّ الممتد لأكثر من ألف عام"، مشددًا على أن "تهديد آيا صوفيا هو تهديد للحضارة المسيحيّة بأكملها. بالتالي، فهو تهديد لروحانيتنا وتاريخنا. فلغاية يومنا هذا، ما تزال آيا صوفيا مزارًا مسيحيًا عظيمًا لكل مؤمن روسي أرثوذكسي".

واعتبر البطريرك كيريل أنه من "واجب كل دولة متحضّرة أن تحافظ على التوازن: التوفيق بين المجتمع، لا أن تفاقم الخلافات فيه؛ وأن تساعد على توحيد الناس، وليس تقسيمهم". وأشار إلى أن "العلاقات بين تركيا وروسيا تتطوّر اليوم بشكل ديناميكي. لكن في الوقت عينه، وجب الأخذ بعين الاعتبار بأن روسيا دولة بها غالبيّة من السكان يصرّحون بالأرثوذكسيّة، وبالتالي، فإن ما قد يحدث لآيا صوفيا سيسبّب ألمًا شديدًا للشعب الروسي".

وخلص رئيس الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة بيانه آملاً من قيادة الدولة التركيّة بـ"توخي الحكمة"، موضحًا بأن "الحفاظ على الوضع المحايد الحالي لآيا صوفيا، إحدى أعظم روائع الثقافة المسيحيّة، والرمز الكنسيّ لملايين المسييحيين في جميع أنحاء العالم، سيسهّل لمزيدٍ من تطوّر العلاقات بين شعبي روسيا وتركيا، وسيساعد على تعزيز السلام والوئام بين الأديان".