بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 أيلول 2019 10:42ص جولة في مواقع الموت والدمار.. هل جرّبت يومًا "السياحة السوداء"؟

حجم الخط

ماذا يخطر على ذهنك فور الحديث عن المواقع السياحية؟ هل الشواطئ المشمسة أو المواقع الأثرية فقط؟ إذًا، هل سمعت يومًا بـ "السياحة السوداء" أو "السياحة الحزينة"؟ وهل تعرّفت يومًا على تلك المناطق؟

ثمة نمط آخر من السياحة بات يزدهر باطراد، وهي تلك التي تشمل زيارة مواقع شهدت كوارث طبيعية، أو إبادة جماعية، أو كانت أماكن للتعذيب، وما شابه. فاستذكار ذاك العار أو الألم، بات يحظى بشعبية متزايدة في أوساط السياح والباحثين عن أماكن لزيارتها.

فإذا لم تكن من هواة مدينة ألعاب ديزني لاند أو الشواطئ المشمسة، ألق نظرة على مقاصد "السياحة السوداء" في كوكب الأرض، من سجون سابقة ومدن أشباح.

تشيرنوبيل، أوكرانيا:

بات من الممكن الآن زيارة بعض المناطق التي كانت محظورة سابقا، في تشيرنوبيل (بأوكرانيا حاليا)، على الرغم من أنها مازالت خطيرة ومغلقة أمام العامة، وتُشاهد في الموقع منازل مهجورة ابتلعتها الغابات ومدارس ودور حضانة، تتناثر فيها اللعب ومكتبات وحديقة تركت مهجورة منذ عام 1986، عندما انفجر المفاعل النووي في ت شيرنوبيل ، لتغرق المدينة في إشعاع يزيد 400 مرة عن ذلك الذي أطلقته قنبلة هيروشيما.

لقطة من مسلسل تلفزيوني عن انفجار مفاعل تشيرنوبيل (انتاج أج بي أو وسكاي)

بومبي، إيطاليا:

تقدم هذه المدينة صورة نادرة عن طبيعة الحياة اليومية في الإمبراطورية الرومانية القديمة، وقد صنفت ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي التي تجب المحافظة عليها. وتعد اليوم مقصدا سياحيا شهيرا، يتوافد عليه نحو 2.5 مليون زائر سنويا.

فعندما ثار بركان فيزوف في عام 79 ميلادية، دفنت مدينة بومبي الرومانية القديمة القريبة من نابولي، تحت أمتار من الرماد البركاني. وقد حفظ الرماد الساخن معظم المدينة وجمد اللحظة التي كان يعيش فيها سكانها، الذين دفنوا كما هم تحت الرماد، مع حيواناتهم وغذاؤهم والرسوم، التي يزينون بها جدران منازلهم.

بومبي

أوشفيتز، بولندا:

كان أوشفيتز أكبر معسكرات الاعتقال النازية وأسوأها سمعة، خلال الحرب العالمية الثانية. ويقف المعسكر اليوم كنصب تذكاري للتذكير بالضحايا والأعمال الوحشية التي ارتكبت بحقهم. حيث يشاهد الزوار شاحنات نقل المواشي التي كانت تستخدم لنقل الضحايا، والمهاجع البائسة التي كانوا يقيمون فيها، وغرف الغاز التي كانوا يقتلون فيها، وأكواما من المقتنيات الفردية للاشخاص والعوائل المعتقلة هناك، كاللعب والأحذية.

ويجذب الموقع الذي يبعد نحو ساعة عن مدينة كراكوف في بولندا نحو مليون زائر سنويا.

أوشفيتز

نصب هجمات سبتمبر، نيويورك:

يتدفق السياح على هذا النصب والمتحف، الذي يذّكر بأكبر خسارة بشرية تكبدتها الولايات المتحدة، في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001، عندما شنت طائرتان اختطفتهما القاعدة، هجوما على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ما أدى إلى انهيارهما ومقتل 2996 شخصا. واليوم توجد في الموقع الأصلي للبرجين بركتان حجمهما نحو أكر (فدان)، وفيهما أكبر شلال صناعي في أمريكا الشمالية.

هجمات سبتمبر

جزيرة روبين، جنوب افريقيا:

كانت الجزيرة مكانا للنفي والسجن طوال أكثر من 400 سنة. كما كانت مقر السجن، شديد الحراسة، الذي وضع فيه الزعيم الجنوب أفريقي، نيلسون مانديلا، والعديد من أتباعه لسنوات طويلة في ظل ظروف معيشية صعبة.

وبعد إلغاء التمييز العنصري وانتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، باتت الجزيرة مزارا يمكن الذهاب إليه. وقد أدخلت الجزيرة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث الإنساني التي يجب الحفاظ عليها.

ويتولى حاليا سجناء سابقون مهمة المرشدين السياحيين في الجولات، التي تنظم للسياح في الجزيرة.

جزيرة روبين

سجن شروسبوري، بريطانيا:

بني هذا السجن في عام 1793 ووضع فيه آلاف المجرمين منذ ذلك الحين، وقد أغلق في عام 2013، لكنه تحول إلى مقصد سياحي.ويمكنك الآن زيارته والاطلاع على منشآته المحصّنة التي كان السجناء يقبعون بين جدرانها.

وتنظم إدارة السجون البريطانية حاليا جولات سياحية يومية تقدم فيها معلومات عن السجن وتاريخه، فضلا عن جولات "أشباح" مسائية، تمارس فيها تجربة أن تعيش حياة المساجين داخله، بل ويمكنك أن تدفع مالا مقابل تركك تخوض تجربة محاولة الهروب من السجن.

سجن شروسبوري

حطام تايتانيك، المحيط الأطلنطي:

تتاح الفرصة اليوم لعدد مختار من الأفراد لاستكشاف حطام أشهر سفينة في عام 2020، ويشترط في من يتم اختياره أن يكون في الـ 18 عاما من عمره أو يزيد، ويحمل جواز سفر ساري المفعول، ويحب القوارب، ولديه القدرة على إنفاق 125 ألف دولار هي قيمة الرحلة.

موقع حطام تايتانيك

برج الباباس، تركيا:

تقف مباني منطقة برج الباباس فارغة تماما ومهجورة، وقد كانت يوما ما منتجعا سكنيا فاخرا أقيم في تركيا، بهدف جذب الأثرياء الراغبين في قضاء إجازاتهم في سياحة علاجية في منابع الأعين الساخنة المحلية. وقد أفلست الشركة القائمة على المشروع، فهجر المشروع وتركت مبانيه فارغة، فتحول منتجع برج الباباس إلى مدينة أشباح.

برج الباباس

حقول القتل في تشونغ إك، كمبوديا:

بين عامي 1975 و1979 أعدم نظام الخمير الحمر في كمبوديا، بقيادة بول بوت، نحو مليون شخص.وتعد منطقة تشونغ إك موقع المقابر الجماعية التي صمت جثث هؤلاء الضحايا. وتقع خارج العاصمة بنوم بنه وتعرف باسم "حقول القتل".

واليوم يعد موقع تشونغ إك النصب التذكاري الأكثر زيارة في كمبوديا، ويقع في مركزه معبد بوذي كبير ذو جوانب زجاجية مليء بجماجم أكثر من 5 آلاف ضحية، ممن اكتشف رفاتهم في المقابر الجماعيّة المحيطة.

حقول القتل

المصدر: BBC عربي + اللواء