بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2019 07:30ص رحالة سعودي يوثق بالصور معالم المملكة التاريخية ويحبس أنفاس العالم

حجم الخط

تستمر قصص الرحالة على مر العصور، ولا وقت لانتهائها. فالمكتبة العربية مليئة بكتب الرحالة الذين جابوا جنبات الجزيرة العربية، سواء من أبنائها أو من المستشرقين الذين وثقوا رحلاتهم للجزيرة العربية.

محمد الشاوي شاب سعودي من أشهر الرحالة الجدد. هو بلداني شهير نشر عبر حساباته في مواقع التواصل العديد من المواقع والآثار السعودية، مرفقاً غرائب الجبال والأودية. كما أنه من أوائل من وثقوا مواقع التاريخ والشعر العربي عبر زياراته الميدانية.

 

وقطع الشاوي، خلال 20 عاماً، أكثر من مليوني كيلومتر، ووقف على معظم المواقع في الجزيرة العربية، متتبعاً تارة، ومكتشفاً تارات أخرى، ناشراً كل إنتاجه عبر مواقع الإنترنت، التي بدأها في المنتدى الشهير "مكشات".

وعُرف عن الشاوي توثيقه لرحلاته بدقة، على طريقة البلدانيين القدماء، إلا أنه تميز بالتقاط الصور وتسجيل إحداثيات المواقع التي يمر بها. ومن خلال خارطة المواقع، لم يترك الشاوي بقعة في الجزيرة العربية إلا وصل إليها.

البداية

أرض الجزيرة العربية وما تحويه، أثارت محمد الشاوي عبر قراءة كتب البلدانيين، الذين تأثر بهم، وأصبح يتحرك على طريقتهم، موثقاً مواقع لم توثق من قبل.

وعن بداياته، قال لـ"العربية.نت": "من الشعر الجاهلي كانت بدايتي، عبر المواضع التي ذكرها الشعراء الجاهليون في معلقاتهم، والمرتبطة بمواقع شهيرة، كالتي وردت في معلقة امرؤ القيس وهي سقط اللوى أو الدخول أو حومل وغيرها من المواقع، وكذلك في بقية الشعراء كعنترة ولبيد والأعشى".

وتابع الشاوي: "ملاحقتي لتلك المواقع عبر تحقيقات البلدانيين حولها، مع ترجيح الآراء والاستقصاء، ومن ثم النشر عبر "مكشات"، وهي المنصة التي انطلقت منها، وعرفني من خلالها الكثير من محبي المواقع والرحلات".

البلدانيون

كما أشار إلى أن الراحل عبدالله الشايع أحد أكثر البلدانيين الذين استفاد منهم في حياته وبعد وفاته، بالإضافة لجميع البلدانيين المتقدمين والمتأخرين.

وأضاف : "اطلعت على كتب المستشرقين، وتتبعت بعض الأماكن التي زاروها، خصوصاً يوليوس أويتنج وشارل هوبر الذي قطعوا أجزاء من صحراء الشمال والشمال الغربي للسعودية".

عجائب المواقع

وبيّن الشاوي أن أرض السعودية تحتوي على عجائب وغرائب من تشكيلات الطبيعة، وكذلك أعمال الإنسان منذ نشأة البشرية وحتى اليوم، وفيها تنوع بيئي، لا يمكن أن يكون في غير هذه المواقع.

وتابع: "مررت على نقوش تاريخية وكتابات قديمة وحديثة، ومتغيرات جغرافية كبيرة، وصعدت على أعلى قمة في السعودية، وهي قمة السودة، وثاني قمة هي قمة فراوع وهي مقاربة جداً للسودة، وغيرها من قمم الجبال الكثيرة".

وقال: "في السعودية هناك أنواع مختلفة من النفود والجبال والحرات والكهوف، وبشكل لا يخطر على بال بشر إلا من وقف عليها وشاهدها بعينه".

أغنى المواقع في السعودية

وأكد الشاوي أن منطقة تبوك وبعض المواقع المحيطة بها تعد من أغنى المواقع بتشكيلاتها الجغرافية، ففيها من التشكيلات الجبلية الواقعة بين منطقتي المدينة المنورة وتبوك، ولا تزال المواقع تكتشف بين حين وآخر.

وأشار إلى أنه لا يوجد موقع لم يصله أحد، فجميع المواقع تم الوصول إليها، ربما جزئيات بسيطة غفل عنها الرحالة أو لم تحقق كمواقع تاريخية.

 
المصدر: العربية نت