بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيلول 2018 07:05ص شركة تجعل موظفيها يحددون رواتبها.. إليك مزايا وعيوب النظام الفريد من نوعه..

حجم الخط

«ليس الأمر رائعاً كما يبدو»، هكذا يقول جيسون تروست، الرئيس التنفيذي لشركة رهانات في لندن تدعى «Smarkets»، عندما سُئل عن سياسة شركته غير العادية بالسماح للموظفين باختيار الراتب الذي يرغبون في تقاضيه.

يضيف قائلاً:

«إنها طريقة مجنونة، لكنها تعمل بنجاح»

حدث ذلك منذ نحو 3 سنوات، عندما طرح تروست نظاماً في Smarkets يتيح للموظفين اختيار رواتبهم بأنفسهم. وكان مصدر الإلهام لهذا القرار مستمداً إلى حدٍ كبيرٍ من سعي الشركة لتحقيق قدرٍ أكبر من الشفافية، حسب موقع Business Insider .

أكثر نزاهة وشفافية

يقول تروست: «أعتقد أن هذا هو النظام الأكثر نزاهة؛ فهو يمنح الناس شعوراً حقيقياً بأنهم يتحكمون بشكل أكثر في وظائفهم، ويسيطرون بشكل أكثر على أوضاعهم».

في شركة Smarkets، لم تُحدَّد مرتبات الموظفين نتيجةً للمحادثات مع الإدارة العليا؛ وبدلاً من ذلك، يختار كل شخص الراتب الذي يرغب في تقاضيه، ثم يصوّت زملاؤه عمّا إذا كانوا يعتقدون أنه يستحق ذلك أم لا. يتم نشر راتب كل موظف ضمن موقع داخلي، وتتم دعوتهم لإعادة التفاوض على هذه الرواتب مرتين في العام. (في الأصل، اعتادت Smarkets مراجعة الرواتب مرة واحدة في الشهر، ولكن بحسب تروست، تبين أن هذه العملية أصبحت «معيقة للغاية»).

وإذا كنت تطلب راتباً أكبر مما يتقاضاه زملاؤك، فقد تواجه رفض نظرائك.

يقول تروست: «يتدارس الناس الراتب الذي تطلبه داخل ما يشبه محكمة داخلية. سيعتقد بعض الناس أنه مناسب، وسيقول بعضهم إنه راتب مرتفع جداً أو منخفض جداً. وعادةً ما يقولون إنه مرتفع جداً، ثم يحصلون على ردود فعل سلبية أو إيجابية».

ورغم أن الموظفين لا يستطيعون الاعتراض على راتب موظف آخر تماماً، فإن بإمكانهم محاولة منعه. ينجح هذا النظام إلى حد كبير استناداً إلى إجماع اجتماعي؛ فإن شكّل الراتب الذي يتقاضاه شخص آخر مشكلةً لك، فسيتوجب عليك مواجهته وجهاً لوجه.

شاق لكنه مناسب أكثر

وقالت أنجيلين مولييه-ماركيز، وهي مهندسة فرنسية عملت بفرع Smarkets في بريطانيا 4 سنوات، إن هذه العملية قد أثارت محادثات شاقة بين الموظفين. ولكن، في النهاية، قالت إن هذا النظام خلق بيئة مناسبة أكثر.

ويقلل انعدام المساواة

ففي النهاية، سوف يتحدث الموظفون في كل الأحوال عن التفاوتات في الرواتب، سواء أكانت المعلومات عامة أم لا. وقالت: «المرتب المعلن يجعل الأمر أكثر صحية، حقيقة أننا نعرف ما يتقاضاه الجميع، وأنه لا يوجد الكثير من انعدام المساواة بين رواتب الموظفين».

والعيوب ليست قليلة أيضاً

ولكن، هناك عيوب للنظام أيضاً. فعند بداية تطبيق هذه العملية، قال تروست إن موظفاً كان غير راضٍ عن مشروع تمت توليته إياه، فضاعف راتبه كطريقة احتجاج. لكن في النهاية، استقر الموظف الساخط على مقابل أقل بنحو 40 ألف دولار مما طلبه أولاً، ولكن، حسبما قال تروست، «كان الأمر مزعجاً ومضيعة للوقت»، حسب موقع Business Insider .

لكنه أكثر إنسانية!

ومع ذلك، فهذا النهج «اختر راتبك بنفسك» غالباً ما يسمح بمزيد من المرونة. قال تروست: «أعتقد أنه يسمح للناس بأن يحافظوا على إنسانيتهم. فإذا احتاج أحدهم لشراء منزل ويريد بضعة آلاف أخرى.. وتمكنت من منحهم هذه الفرصة، فهذا أمر رائع».

ويقلل من تملق المديرين

قال تروست إنه يعتقد أن هذا النظام يفيد الأشخاص الذين ربما هم جيدون في وظائفهم ولكنهم ليسوا مفاوضين جيدين. وبالإضافة إلى ذلك، بحسب قوله، «يقلل هذا النظام من رغبتهم في تملُّق رؤسائهم، ورغبتهم في الاهتمام بسياسات مكان العمل. فمن الصعب عليك تملُّق المجموعة عندما تعرف ما يتقاضاه الجميع».

ويهدد المديرين الذين يحبون السيطرة

لكن إرساء هذه العملية في المقام الأول لم يكن أمراً سهلاً. قال تروست: «من المخيف حقاً أن نتعامل بشفافية بالغة.. هذا أمر مخيف للجميع. فلا يريد الموظفون أن يعرفوا مقدار ما يجنيه زملاؤهم؛ لأنهم لا يريدون أن يعرفوا إن كانوا يجنون أكثر منهم. ولا يريد المديرون أن يفعلوا ذلك؛ لأنهم يشعرون بأنهم سيفقدون السيطرة».

هل تمثل هذه العملية مستقبل الراتب التفاوضي؟

يعتقد تروست أنه ربما يكون كذلك. وأضاف: «من المهم أن تستمر الإنسانية في تحسين هذه الأنظمة الاجتماعية. فأنا لا أفعل هذا، فقط لأنني أعتقد أنها فكرة جيدة، أريد أن تكون Smarkets مثالاً يحتذى به».

رداً على سؤال إن كان ينصح الشركات الأخرى بتطبيق عملية تقاضي الرواتب في Markets، قال تروست إن كل هذا يعتمد على الشركة. فبالنسبة إلى الشركات الناشئة الأصغر حجماً، قد ينجح الأمر. لكن بالنسبة للشركات الأكبر حجماً، فسيكون الأمر أكثر صعوبة.

اختتم تروست بقوله: «إذا كان لدى الإدارة الشجاعة للتعامل مع إيجابيات النظام وسلبياته، فقد يستحق الأمر هذا العناء، لكن ربما يحتاج الأمر لمفاضلة والتضحية ببعض الأمور».