بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 آذار 2020 11:41ص ضوء في نهاية نفق «كورونا».. خمسة أسباب تدفعك إلى التفاؤل

حجم الخط

في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن الخلاص من وباء "كورونا" الفتّاك، في ظلّ اتّساع نطاق انتشار الفيروس وتصاعد عدّاد الوفيات والمصابين، بات من الصعب الحديث عن شيء إيجابيّ، ونحن في خضمّ أزمة صحيّة عالميّة احتجزت شعوب الأرض في بيوتهم، وقد تستمر أسابيع أو أشهر.

مع ذلك، هناك أسباب عدة لتمنحك شيئًا من البهجة والتفاؤل. فمع استفحال تفشّي الوباء، أدّت هذه الأزمة إلى إخراج أفضل ما لدى الناس أيضًا.

1_ تكريم الأطقم الطبيّة على مستوى العالم

يقف الأطباء والممرضون وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحيّة على الخط الأمامي في المعركة ضدّ فيروس كورونا. ومن بين أكثر من 500 ألف مصاب بالفيروس على مستوى العالم، تعافى حوالي 130 ألف شخص، وفقًا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز الأميركيّة، ويعود الفضل في تعافي هؤلاء إلى حدّ كبير إلى الجهود البطوليّة التي يبذلها العاملون في مجال الرعاية الصحيّة.

واعترافًا بذلك، شارك الناس في العديد من الدول في أنحاء العالم، ومن بينها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والهند، في تحيّة الطواقم الطبيّة والتصفيق لها.

تصفيق لفريق طبي

وفي بريطانيا، أطل الناس مساء الخميس من نوافذهم، أو وقفوا أمام أبواب بيوتهم، وقاموا بتصفيق جماعيّ تحية للعاملين في الرعاية الصحيّة.

كما بدأ التوجه العام لتبادل التحيات والتشجيع في منتصف يناير/ كانون الثاني في مدينة ووهان الصينيّة، حيث ظهر الفيروس قبل أن ينتقل إلى أرجاء العالم. وأظهرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الصينيّة السكان وهم يهتفون ويغنون من نوافذ الشقق ليلا، في محاولة لرفع معنويات بعضهم البعض.

مع انتشار الفيروس خارج ووهان، انتشرت فكرة التعبير عن الامتنان للطواقم الطبيّة، وأصبح التصفيق تحيّة وتشجيعًا لها اتجاها عالميًا.

2_ الصين تخفّف القيود

في الوقت الحاليّ على الأقل، تعتقد الصين أنّها سيطرت على الأوضاع الطارئة التي سببها انتشار فيروس كورونا، وتمّ الإبلاغ عن عدد قليل جدًا من حالات الإصابة الجديدة محليًا خلال الأيام الأخيرة، ومعظم الحالات كانت لأشخاص قادمين إلى الصين من الخارج.

وهذا يعني أنّ الحكومة الصينيّة بدأت في تخفيف بعض القيود التي فرضتها لكبح انتشار الفيروس.

صينيون يرتدون أقنعة واقية وينتظرون الحافلة

وفي 25 مارس/ آذار، رفعت مقاطعة هوبي الصينية قيود السفر على الأشخاص الذين يغادرون المنطقة. ومن المقرر أن يتمّ في 8 أبريل/ نسيان تخفيف حالة الإغلاق التي بدأت في مدينة ووهان منذ يناير/ كانون الثاني.

وأفاد مراسل بي بي سي في الصين ستيفن ماكدونيل، بأنّ الناس في العاصمة الصينيّة بكين تمكّنوا من استنشاق الهواء النقي كما تنفسوا الصعداء أيضًا.

مع رفع القيود، هناك مخاوف من حدوث موجة ثانية من الإصابات في الصين. ولكن في الوقت الحالي، تتّخذ الصين خطوات أوليّة نحو استعادة الحياة الطبيعيّة.

3_ تغيّرات طفيفة في إيطاليا

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وكالة الحماية المدنية الإيطاليّة إنّ البلاد في "مرحلة استقرار ظاهرة" فيما يتعلق بالعدوى. وذلك بعد أربعة أيام متتالية، شهدت فيها البلاد انخفاضًا في عدد الإصابات الجديدة والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا. واعتبر تراجع الإصابات خلال أربعة أيام، رغم قصر المدة، بصيص أمل في إيطاليا، الدولة الأكثر تضررًا في أوروبا.

هذا ووصفت منظمة الصحة العالمية تباطؤ انتشار الوباء بأنه مشجع. وقال مدير الصحة في مدينة لومباردي، المنطقة الأكثر تضررا في إيطاليا: "هناك ضوء في نهاية النفق".

4_ التقدّم العلميّ مستمر

يعتمد العالم على العلماء لتطوير لقاح يحمي الناس من الإصابة بالفيروس. وهناك العديد من اللقاحات قيد التطوير، وتجري بالفعل تجارب على البشر، لكن من الناحية الواقعية، يقول الخبراء إنّ اللقاح لن يكون جاهزًا قبل مدة تتراوح من عام إلى 18 شهرًا على الأقل.

ومع تسابق العلماء لتطوير لقاح، يتمّ اكتشاف الكثير من المعلومات عن الفيروس.

هذا الأسبوع، على سبيل المثال، كانت هناك تقارير عن أبحاث واعدة حول الشفرة الوراثية لفيروس كوفيد-19. وأشارت الأبحاث إلى أن مراقبة طفرات الفيروس القليلة في الخلايا، تشير إلى أنّ لقاحًا واحدًا سيمنح الشخص مناعة لفترة طويلة.

وقال أستاذ علم الفيروسات ستيفانو مينزو، الذي يجري دراسات على كوفيد-19 إن"حتواء الفيروس على مورث مستقر يمثّل نبأ ساراً لتطوير اللقاح".

5_ ازدهار الروح الجماعية والمعاملة اللطيفة

على الرغم من أن فيروس كوفيد-19 تسبّب في انعزال الناس عن بعضهم، فإنّ المجتمعات كانت تتوحد معًا في مواجهة الأزمة، ونجحت المعاملة اللطيفة وحالة التضامن في رفع الروح المعنوية بين المجتمعات في أنحاء العالم.

في بريطانيا، سعى مئات الآلاف إلى الانضمام إلى الجيش التطوعي التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS، وهو ما تخطى بكثير الأرقام التي استهدفتها الحكومة من المتطوعين.

رسالة شكر لدعم الطواقم الطبية في بريطانيا

وفي إسبانيا، كانت هناك استجابة كبيرة لنداء طبيب عبر الإنترنت بإرسال رسائل إلى المصابين بفيروس كورونا المستجد. وذكرت صحيفة "الباييس" أن المرضى تلقوا عشرات الآلاف من الرسائل التي تحمل التشجيع والأمنيات الطيبة.

المصدر: BBC عربي + اللواء