بعض الأحيان، لا تتوقف محبّتنا لأحد الوجوه المعروفة، التي تشكّل قدوة لمحبّيها، عند التأثّر بالنجاحات و"أمل اللقاء" وأخذ الصورة التذكاريّة. فبعض "المشاهير" في عالمنا، يؤثّرون بشكل مباشر أو غير مباشر على حياة معجبيهم بكلّ تفاصيلها، الشخصيّة منها، والمهنيّة.
وهنا، برز بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، الدور الكبير الذي يلعبه نجم كرة القدم العالميّة، المصريّ محمّد صلاح، الملقّب بـ "فخر العرب"، نظرًا ليس فقط لنجوميّته التي سطعت في العالم الكرويّ ونافس بها الثنائي الشهير "ميسي_رونالدو"، بل وتمسّكه بالإسلام، وبأخلاقه الحميدة، التي يتكلم عنها كلّ من يخالط النجم المصريّ.
كلّ ذلك، دفع بعاشقٍ للساحرة المستديرة، إلى اعتناق ديانة لاعبه المفضل "صلاح". هي قصة وقعت فعلا، وبطلها شاب إنكليزي يدعى، "بين بيرد".
وخلال مقابلة مع صحيفة "غارديان" الإنكليزية، يروي الشاب قصته، مستهلا إياها بعبارة "لقد تحولت من كاره للإسلام إلى مؤمن، بسبب المصري محمد صلاح (نجم ليفربول)".
وقال بيرد، "لقد ألهمني محمد صلاح لاعتناق الإسلام، على الرغم من تشجيعي لنادي نوتنغهام فورست، وأحرص على حضور مباريات الفريق، حيث أنني أحمل التذكرة الموسمية، وكان بإمكاني أن أظل على ما أنا عليه، لكنني قررت اعتناق الإسلام، وهذا ما أخذته من صلاح.. أتمنى أن ألتقي به وأن أقول له شكرا باللغة العربية".
وأضاف "رفاقي لا يصدقون اعتناقي للدين الإسلامي، صحيح لم أتغيّر كثيرا، لكن اعتناقي للإسلام، جعل قلبي أنقى، أسعى جاهدا للتغيّر من سلوكي، بخاصة عند حضوري لمباريات فريقي.. في الماضي، كنت أذهب مع أصدقائي إلى الحانة، ونشارك في المراهنات ونعود إليها عقب نهاية المباراة، ونجد أننا خسرنا أموالا كثيرة، هو أمر صعب أن تغيّر هذه الثقافة".
وأردف الشاب الإنكليزي "أشعر بالإحراج لقول هذا، لكن آرائي عن الإسلام كانت أنه دين يدعو إلى الرجعيّة، وأن المسلمين لا يندمجون في المجتمع، وكنت أنظر إليهم كأشخاص غرباء وغير مرغوب فيهم، لقد كنت أكره المسلمين".
وتابع "على الرغم من أفكاري الرهيبة عن الإسلام، لم أكن أتحدث عنها إلى المسلمين، في ذلك الوقت لم أكن أعرف أيّ مسلم، لكن بحثي عن دراسات الشرق الأوسط في جامعة ليدز غيّرت كل شيء"، ويواصل "دراستي حول الشرق الأوسط غيرت أفكاري تماما، كان يتوجب عليّ إنجاز بحث وأردت فعل شيء مختلف، قال لي أستاذي المشرف: ماذا عن أغنية محمد صلاح؟ كنت أعرف تلك الأغنية ومعجب بها، لكنني لم أفكر فيها ضمن شروط بحثي.. أخيرا وجدت سؤالا ملائما لبحثي وهو كالتالي: محمد صلاح هدية من الله، هل استطاع بأدائه أن يشعل النقاش لمحاربة أعداء الإسلام في الأوساط السياسة"؟
وتابع بيرد تصريحاته "كانت أغنية صلاح تتضمن جزءا يقول: إذا سجل مزيدا من الأهداف سأصبح مسلما أيضا، وهذا الجزء من الأغنية ذهب إلى قلبي حرفيًا، كنت مثالا معتادا لفتى أبيض يذهب إلى مدينة أخرى ليدرس فيها، ويعتري طريقه ما يصيب عموم الطلاب من المتاعب، دراستي الجامعيّة كانت المرة الأولى التي أتعلم فيها شيئا عن الإسلام، سنحت لي الفرصة في جامعتي لمقابلة العديد من الطلاب من المملكة العربية السعودية، كنت أظن بأنهم أشرار يحملون سيوفا، لكنهم كانوا ألطف الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي، كثير من المفاهيم التي كانت لديّ حول الدول العربية تغيّرت هناك".
ويختم بيرد حديثه إلى "الغارديان" بالقول إن صلاح أظهر له أنه "يمكنك أن تكون طبيعيًا ومسلمًا".
إعداد "اللواء"، المصدر: روسيا اليوم