بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 كانون الثاني 2020 12:00ص كيف تعرف إن كان أصدقاؤك أو عائلتك يستغلونك؟

استغلال الآخر لك استغلال الآخر لك
حجم الخط
صعب أن تواجه حقيقة أن أقرب الناس إليك، ومن يجب أن يهتموا بك ويحيطونك بالحب والرعاية يستغلونك. لكن الوقت حان لكي تلاحظ ذلك، حتى ولو كنت لا تعتزم الرد على فعلتهم.

تترادف كلمات «العائلة» و«الأصدقاء» مع كلمات الرعاية والإخلاص والالتزام، ولكن هذا ليس هو الحال في كثير من الأحيان. والشك في استغلال أقرب الناس إليك من الأصدقاء أو حتى العائلة يجعلك تشك في صحة كل العلاقات.

لماذا نحتاج العائلة والأصدقاء؟

كانت العائلة موجودة قبل ولادتنا، وهم من يشاهدوننا ننمو أمام أعينهم، ويمنحوننا الشعور بالأمان في حياتنا. وعلى الرغم من أن أواصر الصداقة ليس مثل الروابط العائلية، إلا أننا نشعر أحيانا وكأنهم أيضا عائلة، لذا يصبح «الاستغلال» أمرا موجعا ومضرا للغاية.

كيف يمكنك ملاحظة استغلال أقرب الناس إليك؟

يتحدثون دائما ولا يستمعون

أولا، يجب الاعتراف أن هذا أمر يمكن أن يصيبنا جميعا، فكثير منا يتحدث دون أن يلاحظ أنه يستمع أقل مما يتحدث. لعل ملاحظة ذلك كخطوة أولى يمكن أن يساهم فيما بعد في العمل على حل المشكلة.

سوف يعامل أفراد الأسرة بعضهم البعض بنفس الطريقة. إلا أن شخصا ما، سوف يحتاج إلى الفضفضة، وسوف يكون هناك شخص آخر يسمعه، وينخرط في الدراما العائلية للجميع.

في حالة أن تكون المتنفس الوحيد للعائلة، الذي يستفيد منه الجميع، فإن ذلك يمكن أن يتسبب في أضرار خطيرة للحالة العقلية لك. لهذا يجب أن يكون هناك توازن في الحديث/الاستماع، فإذا كنت ضحية ذلك مع أفراد العائلة أو أصدقائك، حاول إخبارهم بأنك أيضا تريد أن تكون قادرا على الفضفضة، ولا تستمتع فحسب.

سيكون ذلك اختبارا حقيقيا للصداقة، وسيعلّمك أيضا ما إذا كنت ستتمكن من التعامل مع بعض أفراد الأسرة على هذا المستوى.

ستراهم حينما يحتاجونك

هل صادف وأن لاحظت أن بعض «الأصدقاء» يظهرون فقط حينما يكونون بحاجة إلى المساعدة؟ إن هذه من أبرز العلامات على أنهم يستغلونك، يرونك كحل لمشكلاتهم، خاصة المالية!

إذا كان كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لهم، فلن ترى وجوههم على الإطلاق، بل ربما لن يتصلوا بك لأشهر، ولكن حينما يحتاجون للمساعدة، ستجدهم يظهرون في التو واللحظة، متسائلين عن السبب في «الغيبة الطويلة». لا يحدث ذلك مع الأصدقاء فحسب، وإنما قد يحدث مع العائلة أيضا.

أنت تحاسب دائما

في جميع المناسبات العائلية أو في خروج لمطعم أو في نزهة، إذا كنت أنت من تدفع الفاتورة دائما، فهناك خطأ ما. عليك أن تراجع نفسك حينها، فهؤلاء يستغلونك. من الجيد طبعا أن تتحمل المسؤولية، وأن تكون «الأكبر» و«الأقدر»، لكن ما هو غير صحيح أن يسمح لك أصدقاؤك أو أفراد أسرتك أن تدفع مقابل كل شيء طوال الوقت.

لا يهم مستوى راتبك، ولا قدرتك المادية. في بعض الأحيان من الأفضل الذهاب إلى نزهة، والسماح للشخص بدفع أبسط التكاليف، لمجرد أن تكون العلاقة متوازنة، وحتى تتأكد أنك صديق ولست ممولاً.

السعي الدائم لاصطياد المجاملات

أحيانا يحاول الأصدقاء أو أفراد العائلة أن يحصلوا على مجاملات، بأن يتحدثوا عن أمر قبيح فعلوه، أو عجزهم عن فعل كذا وكذا، رغبة منهم في أن تبادر أنت بالقول: هذا غير صحيح، إنك الأفضل، والأهم، والأعلى قدرا. سيقومون بذلك مجددا، خاصة إذا ما كنتم محاطين بأشخاص آخرين.

هذا هو تعزيز الأنا أمام الآخرين، إنهم يستخدمونك فقط لإشباع نرجسيتهم.

لا يضحون أبدا

كثيرا ما تصادف ذلك في علاقات حميمية، لكن هل تعلم أن ذلك ينطبق على الأصدقاء وأفراد العائلة أيضا؟ قد تتخلى أنت عن الذهاب إلى موعد، لمساعدة أختك أو أخيك في أداء واجبات مدرسية، ولكن عندما تطلب المساعدة في المقابل، فإنها/إنه لن يفعلا الشيء نفسه. تتركك لتضطلع بمسؤولياتك وحدك.

لا شك أن هناك أوقاتا تحدث فيها هذه الأشياء كلها بالصدفة البحتة، ويمكن أن تثير بعض التصرفات البريئة حفيظتك على الرغم من أنها لم تكن مقصودة إلا أن الجزء الأهم من قضية الاستغلال هو الشعور بالوحدة. فعندما تبذل كل ما بوسعك من أجل شخص، ولا يبادلك نفس الإخلاص، فإن ذلك أمر محزن للغاية. لكن في نهاية المطاف لا بد وأن تعلم أننا جميعا غير كاملين، وأننا لا نحس بما نقوم به نحن، وتذكر أن هؤلاء الأشخاص قد لا يدركون خطأ ما يقومون به.

إذا كنت تشعر بأن شخصا يحاول استغلالك، فلا تتردد في إخباره بمشاعرك، ويجب أن تذهب إلى الشخص الذي تعده أقرب من لديك، وتصارحه بالمشكلة، وتحاول إيجاد حل.

(وكالات)