بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الثاني 2019 12:15ص نفايات البلاستيك تهدِّد الأسماك

بلاستيك سواحل ولاية هاواي بلاستيك سواحل ولاية هاواي
حجم الخط
قال فريق دولي من الباحثين إن العديد من الأسماك الصغيرة في بحار العالم تجد نفسها محاطة بنفايات البلاستيك في الأيام الأولى من حياتها.

وحسب الدراسة التي أجراها الباحثون قبالة سواحل ولاية هاواي الأميركية، فإن كميات البلاستيك التي تطفو على سطح المياه في المناطق الساحلية بهاواي أكثر بكثير من نفايات البلاستيك الموجودة في بقية المياه على مستوى العالم.

وحيث إن الأسماك تلتهم النفايات، فإن الباحثين يرجحون وجود آثار سيئة لهذه النفايات على سلسلة الغذاء برمتها، والتي تنتهي بالإنسان.

وأوضح الباحثون أن هذه النفايات تتسبب في تكوين تيارات مائية لزجة وهادئة ممزوجة بالعوالق المائية تخالط مياه البحر، تبدو عند النظر إليها من أعلى خطوطا بيضاء ناصعة.

وتنضغط المياه في هذه المناطق جراء التيارات المائية وتصبح لزجة نسبيا، وغنية بالعناصر الغذائية أيضا.

وحسب معلومات الباحثين فإن الكثير من الأسماك الصغيرة تعيش في هذه الخيوط المائية اللزجة.

وقال الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة «بروسيدنجز» التابعة للأكاديمية الأميركية للعلوم، إن العديد من تيارات المياه تجرف الكثير من البلاستيك إلى هذه المناطق.

وفحص الباحثون تحت إشراف جاميسون جوف، من مركز أبحاث علوم الصيد بمدينة هونولولو الأميركية، هذه الخيوط والبقع المائية اللزجة، في الفترة من عام ٢٠١٦ إلى عام ٢٠١٨، وفحصوا عددا من المناطق الأخرى قبالة السواحل الغربية لولاية هاواي الأميركية.

تبين للباحثين أن هذه الخيوط والبقع المائية غنية بالعناصر الغذائية.

كما أن العوالق النباتية وبقايا أدق الأجزاء الحيوانية تتجمع في هذه المناطق جراء التيارات المائية.

وبذلك توفر البقع المائية اللزجة ظروفا نموذجية لنمو الأسماك الصغيرة.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية أنه على الرغم من أن هذه الممرات المائية لا تكون سوى جزءا يسيرا من مياه البحر في هذه المنطقة، إلا أنها تحتوي على أكثر من ٤٢ بالمئة من يرقات الأسماك.

كما أن الأسماك الصغيرة التي تعيش في هذه الخيوط المائية كانت أكبر حجما من الأسماك الصغيرة التي تعيش في المياه المحيطة، إضافة إلى أنها كانت تستطيع السباحة بشكل أفضل من تلك الأسماك.

يقول جوناثان ويتني، أحد المشاركين في الدراسة، في بيان عن جامعة بانجور البريطانية: «تبين لنا أن هذه الخيوط المائية غنية بيرقات الأسماك من مختلف مناطق المحيط، أي أسماك قادمة من مياه هادئة في الشعاب المرجانية وأسماك قادمة أيضا من أعماق المحيط، وليس هناك وقت آخر تعيش فيه هذه الحيوانات في نفس المكان».

ولكن هذا المكان الذي يجذب صغار الأسماك بشكل خاص، أصبح ينطوي أيضا على مخاطر من نوع خاص، حيث إن التيار المائي هناك يؤدي أيضا إلى تكون نفايات بلاستيكية.

وحسب الدراسة فإن أكثر من ٩٠ بالمئة من البلاستيك العالق في مياه الساحل الغربي لولاية هاواي، موجود في هذه البقع الزلقة. وقام الباحثون بتشريح ٦٥٨ يرقة سمك، تعود لثماني عائلات سمكية، وعثروا على جزيئات بلاستيكية في العصارة الهضمية لـ٤٢ يرقة من سبع عائلات سمكية متنوعة، تعود للمياه الهادئة، مثل مياه الشعب المرجانية، إضافة للمياه العميقة في المحيط.

وتبين للباحثين أن حجم الأسماك التي تبتلع جزيئات البلاستيك في هذه المنطقة، يبلغ نحو ضعف حجم الأسماك التي تبتلع هذه الجزيئات في المناطق الأخرى.

ويرجح الباحثون أن هذه الأسماك الصغيرة تخلط بين هذه الجزيئات البلاستيكية وأحد أنواع السرطانات، مما يجعلها تظن هذه الجزيئات غذاء شهيا لها، وذلك بسبب تشابه لون هذه الجزيئات الذي يميل للزرقة، مع لون هذه السرطانات. يعتقد الباحثون أن هذا التلوث يمكن أن يمثل مشكلة بالنسبة لجميع سلسلة الغذاء.

وأشار الباحثون إلى أنه يتم اصطياد أنواع الأسماك التي عثر بداخلها على مثل هذه الجزيئات البلاستيكية، بشكل تجاري، للاستهلاك من قبل الإنسان، أو تمثل غذاء لأسماك أخرى أو طيور مائية.

(وكالات)