بعد مرور 7 أشهر على تفجير مرفأ بيروت، وتخليداً لذكرى ضحايا جريمة 4 آب، انتشرت الأغنية الكورسيكية الشهيرة «A l’Altru mondu» بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي من تأليف وتلحين الأخوين Vincenti، وقد أعاد إحياءها الثنائي اللبناني Mezzo Soprano باسكال عجيل وTenor شارل عيد بأداء ممّيز وهو متوفر على موقع يوتيوب.
في الفيديو تتوالى مشاهد مؤثرة عن مخلفات الانفجار المروّع الذي أصاب بيروت مع صور شديدة التعبير عن أناس مفجوعين، حيث يتلاقى اللحن والصوت والمشهدية ليدخلوا إلى القلوب، وحيث يصعب على المشاهد أن يحبس دموعه حسرة على بيروت وناسها.
في كلمات الأغنية مزيج من عاطفة وغضب ورسالة أمل: «الألم الذي لا يقاس والذي شعر به كل اللبنانيين وبخاصة أهالي ضحايا الانفجار»، وتختم برسالة أمل للأمهات المفجوعات بأن من فقد سيكون بأمان في أحضان الله، وهو ما أراده صانعو هذه النسخة بأن تكون عملاً يخلّد ذكرى الضحايا، خصوصاً وأن كلمات الأغنية موقّعة بقلم الكاتب والمحامي ألكسندر نجار، وفيها أيضاً: «بيروت من تلك الأمكنة الأسطورية عاصية على التدمير، لها من الأرز عظمته وصموده وجلاله».
وفي حوار مع باسكال العجيل أوضحت «أنها تعمل في القطاع المصرفي، لكن شغفها في الغناء والموسيقى دفعها إلى تنفيذ هذا العمل، إضافة إلى محبتها واعجابها بجزيرة كورسيكا الفرنسية لما فيها من تشابه مع لبنان من حيث الطبيعة والطبائع المتوسطية. وهي تركّز على الشق الإنساني في مسيرتها حيث تتعاون مع جمعية أشرفية 2020، وجاء تحقيق الفيديو بمثابة فعل تضامن مع عمل الجمعية التي تجهد في مساعدة سكان الأشرفية وضواحيها المنكوبة».
تجدر الإشارة الى أنّ ابنة أحد الأخوين Vincenti كتبت لها: «عزيزتي باسكال، ثمة أمرٌ لم أرد أن أقوله لك قبلاً لأنني أردت أن أرفقه بصور، وها أنا أرسلها لك هنا. هذه الصور هي للمنزل العائلي للأخوين فينشنتي حيث عاش دومينيك أربعين عاماً، في ظل أرزة لبنان المهيبة، حيث أبصرت موسيقى أغنية L’Altru Mondu النور. إنها النسخة الأجمل التي سمعناها حتى الآن لهذه الأغنية. قوّة التحية التي توجّهونها إلى شعبكم المتألّم أعطت الأغنية بعدها الكوني الكامل».