بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 حزيران 2019 12:14ص آلتا العود والبزق تحاورتا بإنسجام وإمتاع في «بترونيات»

«روحانا» و«خوري» تألَّقا برعاية «فيلوكاليا» وحب السمّيعة..

روحانا وخوري على المنبر روحانا وخوري على المنبر
حجم الخط
كانت رحلة مفيدة، ممتعة، ومريحة قمنا بها إلى البترون، وتحديداً إلى «بترونيات» هذا المكان الأليف، والحميم والهادئ الذي إستضافنا عدّة ساعات من مساء ليل الأحد في 16 حزيران/ يونيو الجاري لنكون مع مؤسسة ومعهد «فيلوكاليا» الذي تديره الأخت الدكتورة مارانا سعد بحكمة ودراية وبُعد أفق، مع أريحية معها بالفطرة تحبّب النّاس بها، وتدفعهم من دون تردّد لكي يكونوا قريبين منها، كما هي قريبة من كل فريقها من العاملين معها في «فيلوكاليا» والطلبة العديدين الذين ينتمون إلى هذا الصرح الأكاديمي النوعي والمتطوّر على نطاق منفتح على الثقافات والعالم.

كانت الدعوة هي الثانية للمعهد لكي نستمع إلى التجربة الجديدة التي خاضها الفنانان: العوّاد شربل روحانا، وعازف البزق المقيم في باريس منذ ست سنوات إيلي خوري، مع آلتيهما يتحاوران ويرغبان في الوصول إلى نتائج موسيقية تؤمّن سماعاً وإمتاعاً، وإمتزاجاً لصوتين من آلتين وتريتين من نوع «النقر»، وقد رعت «فيلوكاليا» إنتاجياً هذه التجربة فخرجت إلى النور في أول حفل شهدته كنيسة مار إلياس - القنطاري في 13 حزيران/ يونيو الجاري، والثاني كان الأحد في 16 الجاري، والثالث في مركز الصفدي - طرابلس في 20 الجاري.

جلسنا إلى العازفين قبل بدء المحاورة النغمية، بين آلتيهما، وأبلغنا «روحانا» أنه يتسلّى، يجرّب، يحاول مع زميله إيلي الذي يعرفه منذ 15 عاماً توليد أنغام جديد، أو ثمرة غير مكتشفة، من هذا اللقاء، خصوصاً وأن البزق لا يحظى بإهتمام العود عند السمّيعة، وحتى بين الموسيقيين.

ما حصل أن ما جرَّباه كان جديراً بالجهد الذي تمّ استثماره، والعمل عليه، أمضينا وقتاً طيباً، ممتعاً، رائعاً، ملأنا بالفرح وبكل مشاعر التفاؤل والحياة الطيبة، وحلّق بنا في عوالم رائعة، لا نطالها في أيامنا العادية.

وأبلغنا العازف «خوري» الذي نتعرّف إليه وإلى عزفه للمرة الأولى، بأن إنسجامه مع شربل هو الذي دفع بالمشروع قدماً صوب التنفيذ والنجاح وأن الأيام المقبلة ستعطي مجالاً لهذه التجربة كي تعبر إلى بر الآذان السمّيعة والتقييم الجاد والرصين والطبيعي.

الصوتان متجانسان، مع أن البزق له رنّة مختلفة تبدو حيناً أعلى، لكن حين الضرب بقوة على أوتار العود فإن الصدى يكون عالياً جداً، وممتعاً جداً، مع اللوحات التي ألّفها روحانا وهي أربع: سامبا راست، سماء حجاز كار كرد، Jet lag in Montreal وMon coeur، ومثله خوري مؤلف أربع أخرى هي: زوهرا، سماء نهوند، شدرا، الساعة العاشرة ليلاً.

معاً كانا رائعين. وعلى إنفراد بدا أن كلاً منهما مهتم بعزف الآخر، يداريان بعضهما بعضاً, يتناغمان، يحبان ما يفعلانه، ويحاولان الوصول إلى نتيجة واحدة من خلال الأداء الذي وصفاه بالصعب، ونحن إعتبرناه ممتعاً ويحمل أجواء ساحرة فأمّنت ويبدو أنهما تؤسّس لما هو أهم بين الآلتين.

 
ملصق الألبوم