بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الثاني 2024 12:00ص أين هم السينمائيون مما يحدث في غزة؟

حجم الخط
ها نحن ندخل الأسبوع الثاني من العام الجديد 2024 والحرب الإسرائيلية على غزة تهزُّ العالم، وتستنفره تضامناً إنسانياً ضد مجازر الإبادة العلنية التي تُمارس بوحشية قتلاً وتدميراً من دون وازع أو رادع.
نماذج بشرية من كل أنحاء العالم عبّرت عن هلعها وحزنها على الضحايا والمصابين وعلّق معظمهم بكلام يُدين الجرائم الإسرائيلية ويدعو لمحاكمة المسؤولين عنها.
فظائع مروّعة أذهلتنا جميعاً، لكننا منذ بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي لم نسمع أو نعرف شيئاً عن سينمائيين من غزة، أو من الفضاء العربي الرحب تحرّكوا لتحضير أشرطة عن الواقع الإنساني المؤلم والمرعب الذي يعيشه الغزيون، أو على الأقل أن يقولوا شيئاً ذا قيمة يعكس المآسي المروّعة التي يواكبها العالم على مدار الساعة.
الشاشات الصغيرة تقوم بواجبها ليل نهار على خير ما يرام ولها الفضل الأول في إستنفار الرأي العام الشعبي الغربي ليسجل أروع وقفة تضامنية راقية ومؤثرة دانت إسرائيل بأقذع النعوت وإستطاعت تليين المواقف الغربية المساندة بوقاحة لكل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بصلف ضد المدنيين. لكن ماذا عن الشاشات الكبيرة؟ ماذا عن السينما؟؟
أول إشارة إيجابية جاءت من عدد من المهرجانات العربية التي أقامت دوراتها المعتادة لكنها خصّت غزة وأهلها بأفلام عربية وأخرى أنجزها أجانب مؤيدون للقضية، فكانت لفتة جيدة، بينما المطلوب تنفيذ أشرطة من واقع هذا الزلزال الذي إهتزت له ضمائر العالم، أليس متيسّراً اليوم أن يلتقط واحد أو أكثر من مخرجي الداخل كاميرا ويجوب المساحة المتاحة له أمنياً من ساحات المواجهة ويرصد بشكل حيّ ما الذي يحصل كمادة تتجمع يأخذ منها صاحبها ما يحتاجه لمشروعه المنتظر عن الأوضاع السائدة.
وبالمقابل فأين هي همّة المخرجين في الأقطار العربية، الذين لم نسمع عن أي منهم بادر وأعلن عن مشروع سينمائي يحاكي الميلودراما التي يحيا تفاصيلها قطاع غزة، ألم تحرك مشاهد الدم المستباح مشاعرهم، ألم تستنفر قرائحهم لأفكار تُصور سينمائياً، نحن نسأل عنهم تماماً كما نسأل عن العرب عموماً أين هم من نصرة أهلهم في تلك البقعة من الأرض المستباحة منذ العام 1948، إننا اليوم أمام نكبة جديدة كلنا مقصّرون بحق أهلها.