بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 تشرين الأول 2017 12:05ص إنتهت المهرجانات الصيفية و«الليالي اللبنانية» الغائب الأكبر؟!

حجم الخط
في زمن «الفن الغنائي - الموسيقي الجميل»، أي منذ العام 1957 وصولاً إلى بدايات السبعينيات من القرن المنصرم، كانت على لائحة مهرجانات بعلبك الدولية، فقرة ثابتة عنوانها «الليالي اللبنانية»، وكان يتناوب على تقديمها فريق عمل خاص بالاخوين عاصي ومنصور الرحباني، ويضم من نجوم الغناء السيدة فيروز، وديع الصافي، نصري شمس الدين وغيرهم... ومن نجوم التلحين فيلمون وهبي، وزكي ناصيف وعفيف رضوان. إضافة بالطبع لالحان الاخوين، فيما كتابة النصوص المسرحية كانت من مسؤولية عاصي ومنصور ومعهما فريق عمل من الشعراء اللبنانيين (سعيد عقل، طلال حيدر، جوزف حرب وسواهم)...
وفي المحصلة، كانت الليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك، الأكثر نجاحاً وتحقيقاً للهدف السياحي الذي كان اساساً لإحياء أي مهرجان فني - غنائي - موسيقي ضخم يقام على الأرض اللبنانية.
وعندما كانت السيدة فيروز تغيب عن بعلبك، اما لإحياء مهرجان الأرز - على سبيل المثال - واما للراحة، أو لعدم مواءمة العمل لطبيعة شخصيتها، كانت المطربة الكبيرة صباح تنير بصوتها واطلالتها قلعة بعلبك تحت إدارة الأخوين، أو تحت إدارة الفنان روميو لحود، وإنما دائماً، بمصاحبة وحضور فريق عمل فني مدرب وكبير...
ولا اذكر، على مدى كل السنوات المذكورة ان لجنة مهرجانات بعلبك اضطرت لإستحضار أي فريق عمل فني - غنائي، أو نجمة غناء، لإحياء إحدى امسيات الليالي اللبنانية (أو العربية) باستثناء المرة الوحيدة التي كرمت فيها كوكب الشرق أم كلثوم هذا المهرجان، واحيت ليلة خالدة من لياليه في بدايات الستينيات من القرن المنصرم.
وتمر الأيام، وصولاً للعام 1975 وحدث ما حدث من تنافر بين أبناء البلد الواحد، لتتوقف مهرجانات بعلبك عن تقديم لياليها، وصولاً للعام 1990، حيث أعاد رئيس الجمهورية المنتخب يومذاك، الراحل الياس الهراوي الحياة إلى المهرجانات الكبيرة، فوسع «البيكار»، واطلق من منطقة «عنجر» السياحية البقاعية (وهو الآتي من مدينة السلام، زحلة، البقاعية) مهرجاناً كبيراً كانت نجمته المطربة الكبيرة نجاح سلام ومعها الفنان القدير ايلي شويري مع فريق عمل فني - تقني كبير.. مهرجان حقق نجاحاً كبيراً، دفع إلى إعادة تكوين لجنة جديدة لمهرجانات بعلبك، وإلى إعادة إطلاق هذا المهرجان الفني بعد طول توقف، وإنما هذه المرة بالاتكال - في ظل رحيل عاصي الرحباني ونصري شمس الدين وفيلمون وهبي وزكي ناصيف وتقاعد فيروز ونجاح سلام - على ضيوف عرب، إلى جانب استضافة أصوات غنائية لبنانية، وجميع هؤلاء كانوا يقدمون وصلات غنائية وليس عملاً فنياً مشتركاً، كأوبريت أو كمسرحية غنائية، كما كان يحدث في الأيام الخوالي!!.
لماذا كل هذا الشرح الوافي؟
لطرح سؤال: هل يمكن ان تعود «الليالي اللبنانية» إلى سابق عزها في مهرجانات بعلبك، أم ان زمان مثل تلك الأعمال التي قُدمت في عصر الأخوين، وباتت من «التاريخ الفني الخالد» في الذاكرة، قد ولى إلى غير رجعة؟!.
هذا ما يبدو... أقله حتى تاريخه؟!.