بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 نيسان 2024 12:00ص افتتاح فعاليات مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة وتكريم الممثلة يسرا

المكاري: حدث يتوِّج بيروت بلقب «عاصمة الإعلام والفن والثقافة والإرادة وحب الحياة»

الوزير المكاري ولحود خلال تقديم جائزة «تانيت» للفنانة يسرا الوزير المكاري ولحود خلال تقديم جائزة «تانيت» للفنانة يسرا
حجم الخط
 افتتح مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة، الذي ينظمه «مجتمع بيروت السينمائي»، نسخته السابعة تحت شعار: «نساء من أجل القيادة»، في حفل  أقيم في كازينو لبنان، برعاية وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، وبحضور حشد من السفراء وأهل الفن وضيوف المهرجان من مدراء المهرجانات العالمية والمخرجين والمنتجين اللبنانيين والعرب والأجانب، إضافة إلى شخصيات سياسية وديبلوماسية ونقابية وفنية وإعلامية وثقافية. تمتد فعاليات المهرجان حتى ١٩ نيسان.
وقد تم تكريم ضيفة الشرف الممثلة والفنانة المصرية يسرا، «تقديراً لمسيرتها الرائدة والمتميزة في عالم السينما والفن»، فتلقّت من وزير الإعلام ورئيس ومؤسِّس مجتمع بيروت السينمائي ومدير المهرجان سام لحود جائزة «تانيت» وهي عبارة عن مجسّم تانيت بيروت الذهبي، تمثال الإلهة الفينيقية».
وأكد المنظمون انهم ارادوا من خلال هذا المهرجان «التغلّب على منطق الحروب والعنف والصمود رغم كل الصعوبات والأوضاع والصراعات التي يعاني منها لبنان والوطن العربي، وذلك من خلال نشر لغة السلام والحب والثقافة والفن». واشاروا الى ان هذا المهرجان «الذي بات يشكّل محطة سنوية ينتظرها الكثيرون ومنبراً لصنّاع الأفلام والنقاشات المفتوحة، يهدف إلى تمكين المرأة وتسليط الضوء على دورها القيادي والريادي. نساء رائدات في هذا المجال، يحتفى بهن سنويًا في حفل افتتاح المهرجان، فكان هذا العام من نصيب أيقونة السينما العربية يسرا التي أدهشت عيون محبّيها وأبدعت أداءً وإنسانية». 
يمتدّ  المهرجان حتى يوم الجمعة ١٩ نيسان المقبل، وتترأس لجنة التحكيم فيه لهذا العام الممثلة اللبنانية  كارمن لبس. ويتناول العديد من الفئات: أفلام الرقص، أفلام وثائقية قصيرة، أفلام رسوم متحركة، أفلام خيال قصيرة، أفلام قصيرة لبنانية، أفلام وثائقية طويلة وأفلام خيال طويلة. كما يشارك عدد من الفنانين والممثلين كأعضاء في لجان التحكيم ومنهم دانييلا رحمة، جورج خباز، بديع أبو شقرا وغيرهم.
ظواهري
استهل الافتتاح بكلمة لعريفة الحفل الإعلامية نسرين ظواهري التي تحدثت عن أهمية السينما بشكل عام. واختصرت مشوار مجتمع بيروت السينمائي منذ 17 سنة الذي تضمن العديد من المحطات ومنها: تأسيس وتنظيم مهرجانات للسينما في لبنان وكندا والولايات المتحدة، برمجة أفلام لبنانية وتوزيعها في كل العالم، شراكات محلية دولية وأكاديمية مع مهرجانات ومؤسسات عالمية، وتمكين الشباب وخلق فرص عمل لهم..»
زيتون
وكانت كلمة لملكة جمال لبنان والوصيفة الأولى لملكة جمال العالم ياسمينا زيتون شكرت فيها القيّمين على المهرجان، مؤكدة «إيمانها الثابت في لبنان والتشبث والبقاء فيه والعمل على كل ما يساهم في نهضته».
ثم جرى التعريف عن أعضاء لجنة التحكيم وعرض للأفلام التي ستتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان.
المكاري
وألقى وزير الإعلام كلمة اعتبر فيها «أن هذا الحدث يتوّج بيروت بلقب «عاصمة الإعلام والفن والثقافة والإرادة وحب الحياة» رغم كل الصعوبات والتحديات». 
وقال: «مكرّمتنا هي اسم على مسمى فيسرا تعني اليسر وهي في مسيرتها إيجابية جدًّا وضد العسر. بين حرفي الياء في بداية اسمها والألف في ختام اسمها، تختصر كلّ الأبجدية العربيّة من ألفها إلى يائها، وتختزن أسرار الطاقة. أمّا حرف الميم الذي لا يمتّ بصلةٍ إلى اسمها، يرافقها في كلّ مفاصل حياتها. متميّزة في فنّها، متألّقة في أدائها، محبوبة في محيطها، ومستثمرة محترفة في محبّة الناس لها، وملهمة للمرأة العربيّة، ورغم كلّ صفاتها الجميلة.. متواضعة متواضعة متواضعة، (والميم الأخيرة والأهم) مصريّة. ولدت في رحم مصر، وكبرت في حضن الوطن العربي الذي عبرت إليه بفنّها، والعابرة للحدود عابرة للقلوب! المرأة الأيقونة القابضة على قلوبنا، بيننا اليوم، وبيننا وبينها قصة عشقٍ لا تنتهي، وهي مكرّمة الليلة لأنّها الرقم واحد».
وختم الوزير المكاري كلمته بشكر الفنانة يسرا «والصديق» صادق الصبّاح، كما شكر مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة الذي يحيي دورته السابعة، «وبيروت المدينة النوّارة التي لا تموت.. أليست غريبة هذه الـ «بيروت»؟ متألّمة حتّى النخاع، ولكنّها جميلة حتّى التألّق، وثائرة ومبدعة حتّى التميّز، وعصيّة على محاولات قتلها، ولا ولن تموت».
لحود
أما مؤسّس ورئيس مجتمع بيروت السينمائي ومدير المهرجان سام لحود، فأشار في كلمته إلى «أن مجتمع بيروت السينمائي والمهرجان يعملان من أجل السلام والعدالة والحرية لجميع الشعوب المستضعفة والمحتلة والمتألمة في كل قطر من أقطار هذا الكوكب».
وبعدما ندّد «بالحروب وبمنطق العنف والشر الذي يسود حاليًا  في مجتمعاتنا»، قال: «قد نقتل معنويًا ولكن لن ننتحر. لن نقتل إرادتنا في الحياة بأيدينا. وليس وجودنا هنا اليوم سوى دليل قاطع على أن الإنسان يحب الحياة بالفطرة وأن الفن مقاوم لكل نوع من أنواع الموت».
وأكد «أن مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة هو جزء من مشروع الإنسان الحر، لأن قضايا المرأة لم تعد فقط تختصر بشؤون المرأة الاجتماعية، لا بل لديها بعد إنساني كبير يشمل قضايا الطفل والتربية والبيئة وتوازن المجتمع وقوانين العمل وحماية الإنسان والهوية الإنسانية».
وتوجّه بالشكر لكل الشركاء الدوليين والمحليين وفريق العمل والرعاة وكل فرد ساهم بإنجاح هذا الحدث.
يسرا
وبعد منحها جائزة المهرجان، تحدث الفنانة يسرا بعدما خانتها دموعها لأكثر من مرّة، فشكرت المنظّمين على «هذا التكريم المذهل والمتميز الذي تخطّى توقعاتي»،  وقالت: «لقد عشت معكم في هذا التكريم كل مراحل حياتي: ذكرياتي، أوجاعي، ضحكاتي، نجاحاتي، فشلي...».
كما أعربت عن سرورها في أنها لم تفوّت عليها هذه المناسبة بسبب التوتر الذي حصل في الوضع في المنطقة وخصوصاً في لبنان، مشيرة إلى «أنها شعرت بحب كبير لم تشعر به منذ وقت طويل». وأشادت بمزايا اللبنانيين ومنها حب الحياة والعطاء دون مقابل وبلا الحدود وكيفية التغلّب على الأزمات». وأعربت عن المحبة الخالصة التي تكنّها للشعب اللبناني، لافتة إلى أنه قد تعلّمت منه الكثير والأهم القوة والصمود.
وقالت: «لقد اشتقت كثيراً للبنان، وعندما وصلت إليه وجدت بيروت حزينة، ولما حصل الحدث الأمني شعرت بالخوف عليكم وخفت أن أحزن أكثر معكم، وفي الوقت نفسه لم أعش هذه اللحظة من قبل، لكن عندما رأيت كيف تتعاملون مع هذه الأحداث، شعرت بالخجل من ردّة فعلي».
هذا وتضمن حفل الافتتاح عرض وثائقي عن حياة يسرا ومسيرتها المتميزة، وعرض فيديو مميز للملحن وعازف البيانو ميشال فاضل ووصلة غنائية قدّمتها فرقة الفيحاء، إضافة إلى أداء حيّ للمطرب بافو.  كما قدّم الشاعر والنحات رودي رحمة منحوتتين لكل من الفنانة يسرا والمنتج صادق الصبّاح، وتلا قصيدة شعرية للمكرّمة.