بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 آب 2018 12:03ص الإذاعة والتلفزيون يُغيِّبان كبار فنانينا ومهرجانات صيدا تستحضر فايزة احمد

حجم الخط
إلى بيروت، عادت منذ ايام قادمة من القاهرة، البعثة التي فوضتها إدارة «مهرجانات صيدا» مسؤولية البحث عن الصوت الغنائي الذي سيحيي امسية المطربة اللبنانية - الصيداوية الراحلة فايزة أحمد، وحيث نجح افراد البعثة، بالتعاون مع وزيرة الثقافة المصرية د. ايناس عبد الدايم وكانت تشغل منصب رئيسة دار الاوبرا المصرية، بوضع اليد على الصوت الغنائي المناسب لتولي المسؤولية..
ومع شكرنا وتقديرنا للقيمين على هذه المهرجانات، لقيامهم اولاً بتحديد امسية تكريمية لإبنة مدينتهم المطربة الراحلة اللبنانية فايزة احمد، وعلى إرسال بعثة تقصّي لاكتشاف الصوت المناسب للغناء في هذه الامسية، نستغرب بالمقابل عدم إهتمام مختلف وسائل الاعلام السمعية والمرئية من محطات اذاعية وتلفزيونية (على وفرتها) بتسجيلات فايزة احمد (اللبنانية المولد)، فإذا كان صحيحاً انها اشتهرت من مصر وعاشت فيها ودفنت في ارضها بعد ان تزوجت من احد ابرز ملحنيها الفنان «محمد سلطان»، فإن الصحيح يبقى انها لبنانية، انطلقت من الاذاعة اللبنانية، ثم من اذاعة دمشق،، قبل ان تغادر الى القاهرة، وحيث حلقت بالحان كبار ملحنيها وعلى رأسهم محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وكمال الطويل وغيرهم.
ان تجاهل الفنانين اللبنانيين الكبار في وطنهم، اصبح سمة ممجوجة، ولا يجوز ان تستمر..
فأين تسجيلات وديع الصافي الإذاعية والتلفزيونية، ولماذا لا تعرض؟ واين تسجيلات نور الهدى وصباح ونصري شمس الدين؟ واين الحفلات التلفزيونية والبرامج المصورة لكل من السيدتين فيروز ونجاح سلام وهما ما زالتا على قيد الحياة (امد الله بعمرهما)؟.
لقد مر شهر رمضان، ومن بعده جاء عيد الأضحى المبارك ولم نشاهد اياً من الاعمال الغنائية المواكبة للمناسبتين، مع العلم ان للمطربة الكبيرة نجاح سلام اغنيات رائعة، ومنها على سبيل المثال «نهج البردة» و«ولد الهدى» وغيرهما، اضافة إلى تمثيليات «حبّابة» و«سلاّمة» و«يد الله» وسواها، وكلها اعمال فنية غنائية راقية (وان كانت من زمن الأسود والأبيض)، فلماذا لم يعرض تلفزيون لبنان أياً من هذه الأعمال؟!.
نسمع ان ادارة تلفزيون لبنان قد نسخت بطريقة علمية تقنية آلاف الساعات المصورة بالأسود والأبيض، ومنها هذه الاعمال وسواها بالتأكيد، واودعت هذه الثروة الفنية في خزائن مصرف لبنان، لحفظها وصونها... فهل المقصود بالصون هنا منعها من العرض، مع الإبقاء عليها كما التماثيل الموجودة في المتاحف؟!.
ان الذاكرة الاذاعية والتلفزيونية المتمثلة في ارشيفهما الغنائي، والمصور التلفزيوني، ليست ملكاً حصرياً لهما، وللناس حصة كبيرة منه، خصوصاً بالمشاهدة والإستماع..
فهل من يسمع؟!