ان تتنافس المحطّات التلفزيونية اللبنانية على نقل الحفلات والمهرجانات الغنائية التي تُقام في موسم الصيف، على الهواء مباشرة، أمر يسعدنا من دون أدنى شك، بمثل ما يسعد غالبية متابعي هذه الشاشات، وجلُّهم من أبناء الطبقة الوسطى أو ما دونها، غير القادرين على تحمُّل نفقات الإنتقال إلى حيث مواقع الحدث الفني، أو على دفع تكاليف الحضور المباشر، برغم ان العمليتين قد لا تشكلان «إستحالة» لكنهما بالتأكيد تشكلان «صعوبة»، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يُعاني منه القسم الأكبر من اللبنانيِّين؟!
والأمر الجيّد في هذه المنافسة، هو «استلحاق» بعض الشاشات بما أقدمت عليه شاشة MTV، والتي كانت السبّاقة في عملية النقل المباشر، ملتزمة بشعارها المرفوع «كل مهرجانات لبنان.. عنّا»!
وإذا كنّا ننوّه بأولوية MTV، فهذا لا يعني أبداً «إنتقاصاً» من بقية الشاشات التي سارعت للنقل المباشر، مطبِّقة بذلك المثل الفرنسي الشهير «أن تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي أبداً»، ما يعني ان عملية «الإستلحاق» هذه، تُسَجَّل في خانة الإستحسان وليس العكس، خصوصاً وأن أي شاشة لبنانية غير قادرة، منفردة، على تغطية عمليات النقل كلها، فالحفلات والمهرجانات في موسم الصيف قُدرت بزهاء الـ100، وبإنضمام بعض الشاشات للنقل المباشر، كما «LDC» و«LBC» و«الجديد»، وT.L، يصبح بالإمكان (تقريباً) نقل الغالبية العظمى من هذه الحفلات والمهرجانات التي أكدت فاعليتها على تحريك عجلة السياحة اللبنانية أولاً، وعلى ربط لبنان المقيم بلبنان المغترب ثانياً، وعلى دفع الفنانين للإستمرار بإستنباط كل ما هو جميل، إرضاء لأذواق المشاهدين، ان على مستوى الكلمة أو على مستوى اللحن أو على مستوى الصوت الغنائي والأداء أخيراً، واكبر مثال على ما نقوله، ما كتبه الشاعر نزار فرنسيس ولحنه جوزيف خليفة وغنته الكبيرة ماجدة الرومي في مهرجان الأرز.
ويا فناني لبنان، اكثروا من حفلاتكم الصيفية والشتوية، طالما ان هناك شاشات تشعر بمعاناة مواطنيكم وتنقل لهم اعمالكم على الهواء مباشرة، وتستمر بالتالي بربط المغتربين بوطنهم الأم، وطالما ان هذه الحفلات تدعم السياحة والإقتصاد والفن..
ويا شاشة MTV، كل الشكر لك لأنك فتحت الباب عريضاً امام بقية الشاشات... والشكر هذا موصول لهذه الشاشات أيضاً التي ساهمت في «استلحاق» عجز التغطية الشاملة.. وكل مهرجان ولبنان بألف خير..