بعد غد الأربعاء في العاشر من شهر أيار/ مايو الجاري ستُطلق شركة نتفليكس السلسلة الوثائقية الخماسية الجديدة Queen Cleopatra إخراج تينا غارافي - 4 حلقات، وفيكتوريا أديولا توماس - حلقة واحدة، على منصتها الرسمية غير عابئة بسيل المواقف المعترضة والرافضة لتزييف التاريخ عبر تقديم الملكة الفرعونية أفريقية اللون رغم أن كل المراجع التاريخية والتماثيل على إختلافها أكدت أن لون بشرتها فاتح ومعالم وجهها أوروبية - يونانية.
إعتراض ورفض من مجلس الآثار المصري ورئيسه زاهي حواس الذي أعلنت إدارته أنه بصدد إنجاز شريط تسجيلي يقدم كليوباترا كما تحدثت عنها كل المراجع التاريخية الموثقة في المجلس المصري متواكباً مع عرض السلسلة ليكون الرد الموضوعي الإضافي على هذا التزييف التاريخي الذي يستهدف جعل الملكة الأشهر شخصية أفريقية وليس مصرية، تخفيفاً لغلواء مصر التي تتباهى بأن حضارتها موغلة في القدم إلى سنوات طويلة ما قبل التقويم الميلادي.
كل هذا لم يدفع بـ نتفليكس على التصرف إزاء موضوع يخص مصر بقوة ويلامس كرامتها التاريخية، إلّا من خلال رد ضعيف تخفّف فيه من حدّة وزخم الإعتراضات - عريضة تحمل 40 ألف توقيع يطالب بمنع نتفليكس في مصر ويعتبر تصرفها تعدّياً على الحضارة المصرية - فقالت الشركة: إن الفيلم تم وضعه تحت تصنيف فئة الخيال أي أنه لا يمتّ إلى الواقع بصلة، لكنها لم تفسر كيف يكون الشريط وثائقياً وفي الوقت نفسه يكون في فئة الخيال. هذا الرد الضعيف الحجة لم يؤثر على زخم الإعتراضات.
كليوباترا مواليد العام 69 قبل الميلاد وعرفت بأنها رائعة الجمال، وقد شنّ المولعون بها من القادة حروباً للفوز بها، وتعتبر أهم محطة سينمائية أعطت الملكة المصرية حقها ما أنجزته هوليوود قبل 60 عاماً بالتمام - عام 1963 - مع نجمة جميلات ذاك الزمن اليزابيت تايلور ومعها: ريتشارد بيرتون، وريكس هاريسون يديرهم المخرج جوزيف ل. مانكياويكز الذي كتب السيناريو بالتعاون مع: رونالد ماكدونال، وسيدني بوشمان، وكانت مدة الشريط: 3 ساعات و12 دقيقة.
الحلقات التي ستبثّ يجسّد بطولتها: آديل جيمس في شخصية كليوباترا، ومعها كريغ راسل - مارك أنطوني، ندى البلقاسمي - أوكتافيا، وسامي فكاك - الضابط الروماني أوبتيو. وستكون لنا قراءة للحلقات بعد مشاهدتها.