بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 حزيران 2023 12:00ص السينما لا تهتم بالأب.. شخصية هامشية عابرة

حجم الخط
يوم 21 حزيران/ يونيو حافل بالمناسبات، فهو أول فصل الصيف، والذكرى السنوية للفنان الكبير عاصي الرحباني، وعيد الموسيقى الذي يحتفل به المركز الثقافي الفرنسي في بيروت من خلال 50 حفلاً بين 16 و24 الجاري في 11 مدينة لبنانية تشمل كافة المحافظات، وحدده مرجع معيّن للإحتفال بعيد الأب، هكذا لرفع العتب بعدما تفاعلت كثيراً إحتفالات عيد الأم لوحدها بمعزل عن الأب وتحوّلت إلى مهانة للآباء بإعتبارهم درجة ثانية في الأهمية طالما أنهم لا يُعلقون، لا يسألون لأن همّهم راحة وسعادة العائلة التي هي أمانة في أعناقهم.
والإستهانة بشخصية الأب باتت عادة متبعة في أعمالنا الدرامية المختلفة، فهو والد البطل وله حيّز ضيق من الفاعلية في الأحداث، مجرد ديكور للشخصيات الرئيسية وقد يمرُّ مرور الكرام حتى من دون حوار أحياناً. بينما ذهب عصر: وبالوالدين إحسانا، مع الراحل فريد شوقي، وخصوصاً أن العبارة تعني الأبوين وليس أحدهما فقط حيث تتركز الأضواء والهدايا والإهتمام وأنواع البهرجة وأصناف الحلويات إحتفالاً بالأم فيما الأب في المنزل جالس بخفر كأحد الحضور غير المدعوين ويُحسب حسابه بجانب من الضيافة مع أنه مموّل كافة تكاليف الإحتفال وأثمان الهدايا.
ويضاف إلى هذه الصورة أجواء حاضرة أصلاً عن قلّة الإهتمام بأدوار غير الشباب على الشاشة، مما يدفع الكتّاب إما إلى إستبعاد أدوارهم، أو إيرادها بأقلّ وقت على أساس أن أحداً من المشاهدين لا يُفضّل مساحة رحبة لهذه السن. وكم نحزن حين نواكب أجواء السينما في عصرها الذهبي ونعيش أجواء إحترام الآباء خصوصاً مع الأدوار التي عُرف بها الفنان حسين رياض فكانت الأمثولة والحكمة تنبع من شخصية الأب ودوره المحوري في هيكل العائلة كونه راعي الأم والأبناء والقدوة الحسنة التي من خلالها تستمر الحياة العائلية هانئة وسعيدة.
ومثل هذه الأجواء كانت تركّز على دور الأبوين في حياة الأبناء، وكم من شريط تاب فيه الأب عن بعض الأخطاء خدمة لمصلحة العائلة فإستعادت توازنها وإستقرارها. من هنا حصرنا الموضوع في كيفية توصيل الشكر والإمتنان إلى الآباء على ما يبذلونه في سبيل رخاء عائلاتهم، لكن أين هي سينما اليوم من رد الجميل لهذه الشخصية الرمز والقدوة؟!