بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الأول 2023 12:00ص الفيلم الذي لم يُصوّر عن سيرة أم كلثوم

حجم الخط
من الأوراق التي ينشرها الزميل الصديق الأمير أباظة عن الراحل الكبير سعد الدين وهبة، أستاذه وأستاذنا كلنا، تفاصيل عن مشروع فيلم سينمائي عن سيرة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم كان يتم التحضير له بأمر شخصي من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى وزير الثقافة ثروت عكاشة لإنتاجه، الذي كلّف الكاتب الكبير وهبة مباشرة الكتابة بعد الإتصال بـ«الست» والإتفاق معها على كامل التفاصيل.
أول شرط عند الست كان رفضها التطرق إلى حياتها الخاصة، وهو ما إستدعى تدخّل الوزير عكاشة وطلب منها زيارتها في مكتبه حيث إلتقاها بحضور وهبة، وصارحها بأن شريطاً عن سيرة حياتك من دون قصة حب لن يكون جاذباً فوافقته وأردفت: لكن بعد ما موت.
وفي الرواية المنقولة أن الكاتب وهبة وحرصاً على الدقّة في نقل المعلومة حمل معه آلة تسجيل على أن يفرغ المضمون في وقت لاحق بما يعني عدم نسيان أي جملة وردت على لسانها، وحين وصل للقائها ووضع الآلة التي كانت حديثة جداً في ذلك الوقت من الزمن، سألته عن ماهيتها، فشرح لها المقصد منها، لكنها بادرته: وهل تريدني أن أتحدث مع الآلة، أنا لا أريدها، حاول أن تكتب وما يفوتك من كلامي إسألني عنه لاحقاً وسأجيبك.
وطوي الموضوع عند رفض الست أي كلام يشير إلى سيرتها الخاصة مع إعترافها للوزير عكاشة بأن هناك رجلاً أحبّته فعلاً لكنها لا تريد شيئاً عن خصوصياتها في الفيلم. ورغم أن الكاتب وهبة إنكبّ على تجهيز النص السينمائي إلّا أن المشروع لم يكتمل لإصرار الست على موقفها، بينما أهميته تكمن في أنه كان سيصوّر في حياتها وستظهر فيه شخصياً عبر مراحله الأخيرة، خصوصاً وأن صاحب نصه واحد من كبار كتّاب السيناريو قبل أن يكون رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمعارض الأول للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولا ننسى له كتاباته المسرحية ومنها: السبنسة، المحروسة، سكة السلامة، وكوبري الناموس، والسينمائية وبينها: أرض النفاق، زقاق المدق، عروس النيل، أدهم الشرقاوي، الزوجة الثانية، وأريد حلاً.
يبقى أن «سيرة الحب» في حياتها ظلّت مُلكاً شخصياً لها، وحوّلتها بالرمز إلى واحدة من أغنياتها الرائعة التي كتبها مرسي جميل عزيز ولحنّها الموسيقار بليغ حمدي.