بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 شباط 2018 12:01ص المئوية الأولى لميلاد «ليلى مراد» التي إعتزلت الفن في القمة وهي الـ 37 من عمرها

شهرت إسلامها في بيتها مع «أنور وجدي» عام 46 ورفضت إستقبال أقاربها اليهود..

حجم الخط
في السابع عشر من شباط/فبراير الجاري تمر الذكرى المئوية الأولى لميلاد الفنانة الكبيرة «ليلى مراد» الراحلة قبل 23 عاماً، تاركة إرثاً فنياً غنائياً وسينمائيا وشخصياً ما زال إلى اليوم يعتبر منارة مضيئة، رغم تقلّب الظروف التي واكبتها وعاشتها، خصوصاً عند إعلان دولة إسرائيل العنصرية، في وقت كانت إستبقت كل التطورات قبل ذلك بستة أعوام عندما شهرت إسلامها في منزل أول ازواجها نجم تلك الحقبة الفنان السوري الأصل «أنور وجدي» الذي عاش وإياها حياة زوجية متقلبة طلّقا خلالها 3 مرات، ومع آخر طلاق سرت إشاعات كثيرة عنها تحدّثت عن تواصلها مع جذورها اليهودية، قيل إن «أنور» كان وراءها بعد إصرارها على عدم العيش معه.
«ليليان زكي موردخاي» أو «ليلى مراد» تعرّضت للكثير من المضايقات بشأن أصولها، بينما أكدت كافة المعلومات أنها لم تفتح بابها يوماً لأي فرد من عائلتها المقيمة في إسرائيل إلى اليوم، وكان معروفاً أن زيارات عديدة لأقاربها حاولوا فيها ثنيها عن قرار إعتناق الدين الإسلامي لأن المرأة في الديانة اليهودية هي عماد المنزل والعائلة وليس الرجل، حيث يُنسب اليهود إلى أمهاتهم، لكنها أصرّت وصمدت ولم تستسلم أبداً لكل المغريات والتهديدات التي كانت تصلها من اليهود والمصريين في آن، وتؤكد الأنباء أن قيادة الثورة في مصر آزرتها بقوة حين طلبت حمايتها من التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة، فردّت الجميل لأول رئيس بعد الثورة اللواء «محمد نجيب» عندما غنّت له «بالإتحاد والنظام والعمل»، وتعززت الصورة مع زواجها لاحقاً من عضو قيادة الثورة «وجيه أباظة» الذي إستمر عاماً فقط أنجبت خلاله «أشرف» ليكونا مع نجلها «زكي» من المخرج «فطين عبد الوهاب» (عاش معها 15 عاماً بين 1954 و1969) ولديْها في الدنيا.
«ليلى» يتم تكريمها في الدورة 34 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بين 3 و10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، حيث يصدر كتاب عنها، وتقام ندوة بحضور ولديها، ويُعرض لها شريط من أعمالها التي عرفت شهرة واسعة في الخمسينات (غزل البنات، قلبي دليلي، يحيا الحب، ورد الغرام، بنت الأكابر، ليلى بنت الأغنياء، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت مدارس، وسيدة القطار)، وأعلنت وسائل إعلام محلية عديدة أن حفلات غنائية ستقام بالمناسبة، لإسترجاع أغنياتها الخالدة (يا عز من عيني، قلبي دليلي، سلّم علي، وغيرها) في إحتفاليات تبتغي الوقوف على مكامن الإبداع في مسيرتها غير الطويلة لكن المكثفة، ولها في أرشيف الأغاني أعمال دينية عكست قناعة لديها بالإسلام ولم تبدّل دينها غصباً عنها أو تحت التهديد.
صحيح أن هناك فنانين عديدين من أصل يهودي عاشوا وبرعوا في القاهرة، لكنهم لم يتعرضوا للمضايقة، وكان السبب الشهرة الساحقة لـ «ليلى» التي دفعت الصحافة الفنية وبعض الأخبار السياسية إلى إشعال فتيل حملات وهمية حولها لمجرد الكلام عنها بعدما عُرف عنها رفضها لإجراء أحاديث صحفية معها، وكان الوحيد الذي فاز بلقائها الزميل الكبير الراحل «سمير نصري» عندما أسعفته صداقته لنجلها «زكي» في إجراء مقابلة نشرها في صحيفة «النهار»، وشكّلت مفترقاً في صورتها الجماهيرية عندما إمتنعت عن إعطاء رأيها في اي فنان وتحدثت عن رغبتها في السلام الشخصي والتأمل والتمتع بمجمل ما قدمته في حياتها من أعمال تعبت عليها، فعاشت في الذاكرة والوجدان.