بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 تموز 2023 12:00ص المخرج مروان حامد أمل سينمائي بالغد..

حجم الخط
بدايةً المخرج مروان حامد هو الإبن الوحيد للكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، وهو أهداه آخر أفلامه: «كيرة والجن» الذي نحن بصدده للكلام عن قيمة هذا المصنّف السينمائي، حيث وجدنا فيه البذرة الصالحة لنتاج متميّز مع مخرج بدأ كبيراً وهو يُثبت شريطاً إثر آخر كم هو رهان أساسي على سينما كونية ناجحة تخرج من رحم حقيقي إلى رحاب الدنيا.
هو أعلن عن فرادة موهبته في محطات: الفيل الأزرق – 1 و2، عمارة يعقوبيان، تراب الماس، الأصليين، إبراهيم الأبيض، وجاء: كيرة والجن، ليقول للقاصي والداني إن السينما بخير طالما هناك طاقات بحجم مروان.
لا غبار ولا ملاحظات على هذا الشريط، بل هي إشادة بكل الجوانب، بدءاً من الإنتاج السخي لـ سينيرجي – تامر مرسي، مروراً بالكاستنغ الذي جمع المميّزين: كريم عبد العزيز الذي أشعرنا في لقطات ومواقف عديدة بأنه من طينة رشدي أباظة شكلاً ومضموناً وصوتاً، وأحمد عز الذي نتساءل عن سر إنكفائه الراهن وعدم حضوره في المشهد السينمائي المصري بالشكل الملائم، وصولاً إلى الرائعة هند صبري في دور دولت فهمي التي ورغم ثانوية الأدوار النسائية في الفيلم تحضر بقوة من الداخل لطالما إعتمدت عليها في أدوار سابقة منها: «زهرة حلب» لـ رضا الباهي - 2016.
هذا لا يعني أن باقي الأدوار كانت أقل قيمة أو أهمية، بل هو قياس أفضل الأفضل، ونعثر على جانب أثيري رائع في موسيقى الفيلم التي تستأهل مقالة إشادة مستقلة لصالح المبدع نغمياً هشام نزيه، إن له مكاناً رئيسياً في الشريط وكذلك هي حال أحمد المرسي مدير التصوير الذي أعطى للزمن قبل مئة سنة، في العشرينات المناخ الملائم بالضوء بالظلال بأجواء الديكورات فجاءت كادراته في منتهى المطابقة مع روح ذلك العصر.
وعند الكلام عن ثنائية الكتابة والإخراج بين المؤلف أحمد مراد والمخرج مروان حامد نعثر على كلمة السر التي لم تعد خفيّة على مُحب للسينما، إن مراد يقدّم وجبة أفكار لـ حامد تستفزّه للتعبير عنها بأقصى طاقة مشهدية على الإطلاق وهو ما بدا جليّاً في ترجمة رواية: 1919، إلى مشاهد سينمائية نابضة بجوانب عصر غابر مهم مع آلامه وما بعثه من آمال عبر مقاومته للإستعمار الإنكليزي بإرادات وطنية خالصة عجّلت في مغادرة قواته مصر عام 1956.