بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 أيار 2018 12:41ص تكريمان كبيران خلال أقل من شهر لـ «جورجيت جبارة»

رائدة الرقص المعاصر وضعت أسسه بدءاً من العام 57

حجم الخط
فنانة كبيرة لكنها متواضعة، رائدة في مجال الرقص المعاصر من خلال فن الباليه الذي إختارته درباً مختلفاً عن زميلتها وصديقتها الرائعة «ناديا جمال»، والمصري العالمي «محمود رضا» الذي أطلق فرقة للرقص الشعبي تحمل إسمه، عادلت البولشوي تنظيماً وإبداع خطوات، أما هي فلحقت هواها وثابرت دراسة وأبحاثاً وتمارين وحفلات جذبت إليها الأنظار بقوة، في وقت كان الرقص الشرقي سيد الموقف إنطلاقاً من الترويج الذي كانت وراءه الأفلام المصرية التي عُرفت بلازمتها الضرورية في كل نص يُكتب: الراقصة.
«جورجيت جبارة» ورغم سنها المتقدمة، فهي لم تدع الزمن يقهرها وبالإمكان لقاؤها في أي حدث فني له وزنه، تحيّي الجميع وتتذكرهم واحداً واحداً، تناقش وتُدلي برأيها وتوضح أفكارها بشأن الواقع الفني السائد مع تحية لجهد «مقامات للرقص المعاصر» (عمر راجح، وميا حبيس)، حيث كُرّمت في 16 نيسان/إبريل الماضي بجائزة «إنجاز مدى الحياة» وقالت يومها «من المؤثر جداً أن أرى الرقص يكرّم الرقص لأنه في عالم الفن هناك مقدار عال من الأنانية في ظل غياب التقدير».
وفي الثامن من أيار/مايو الجاري رعى وزير الثقافة الدكتور «غطاس خوري» بحضور رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية (lau) الدكتور «جوزيف جبرا» الحفل التكريمي الذي أقيم تحت عنوان «تكريم رائدة رقص الباليه في لبنان» على خشبة مسرح «إروين هول أوديتوريوم» متزامناً مع إفتتاح مهرجان «next»الذي يستمر ثلاثة أيام، حتى 11 الجاري وهو مهدى إلى الفنانة «جبارة». 
كل هذا المناخ يدور في فلك الفنانة الكبيرة دائمة الإبتسام والود، المولودة في مدينة القدس من أب لبناني، وأم فرنسية أسبانية، وجدّين إيرانيين، في توليفة جينية متنوعة تظهر عليها كيفما تحركت، وقد تقلّبت بين العديد من المدارس ونوادي رقص الباليه وتعلن على الدوام أنها قدّمت دمها ولحمها للبنان الذي لم يُقدم لها شيئاً بالمقابل. وتشهد اللائحة الطويلة لأعمالها ومشاركاتها المسرحية بإدارة كبار المخرجين اللبنانيين في العصر الذهبي حيث كانت الموهبة فقط هي جواز مرور الفنان للمشاركة في المشاريع الفنية المحترمة، بدءاً من العام 1957 حين إنطلقت على خشبة مسرح قصر الأونيسكو بـ «ساندريلا» لتكر السبحة في أعمال عن نصوص محلية وعالمية متنوعة مثل: الأيدي الناعمة، عودة أدونيس، في إنتظار غودو، إستلاغ تانغو، فونينو فونينو، هاملت، فوست، مزرعة الحيوانات ، إنتشال السلطة، علاء الدين، وادي شمسين، صانع الأحلام، بنت الجبل، عرس الأخوت، الكندرجي والأقزام.
ما هو جيد ونموذجي يدعو إلى الفرح أن مرجعيتين متخصصة في الرقص المعاصر، وأكاديمية ذات مستوى وشأن في الوسط الفني والبحثي، تولتا تكريمها وإشعارها بأن ما قامت به على مدى أكثر من 60 عاماً كان في قمة الرقي وبالتالي فإن الجميع يرون ويقرّون بريادتها في تعريف اللبنانيين بفن الباليه الذي عملت لأجله ميدانياً بدءاً من العام 1966 عندما أسست بتشجيع من المخرج «أنطوان ملتقى» فرع الباليه في الجامعة اللبنانية، وقدمت عام 1972 «أمسية الباليه» على خشبة مسرح فندق الفينيسيا، وهي أسست في حياتها ثلاث مدارس لتعليم الرقص المعاصر، آخرها مدرسة مساحتها 1200 متر مربع في منطقة «زوق مصبح» عام 1975 قامت الراقصة الكبيرة «ناديا جمال» على مدى سنوات بإعطاء دروس والإشراف على تمارين الرقص لعشرات التلاميذ من أعمار مختلفة.
«جورجيت جبارة» أمضت 19 عاماً (بين 74 و93) عضواً في لجنة تحكيم البرنامج الأهم في تاريخ إكتشاف المواهب الفنية «ستوديو الفن» للمبدع «سيمون أسمر».