بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 تموز 2018 12:00ص «جوليا» أحيت مهرجانها في «صور» وغادرت مع فريقها إلى «عمان»..

175 عازفاً وكورالاً على الخشبة، و28 ألفاً وفدوا إلى حفلتيها...

حجم الخط
فعلتها جوليا..
فاق ما جمعته في ليلتي صور ما يستطيعه أي نجم آخر على أي خشبة، فبعد عامين على مهرجانها الخاص في جونية، ها هي تقف في الملعب الروماني في صور أمام 28 ألف شخص في حفلتي يومي الجمعة والسبت في 20 و21 تموز/يوليو الجاري، وتهز أركان كل التظاهرات المقامة على إمتداد لبنان، وهي تجاوزت هذا الصيف الـ 170 مهرجاناً.
مرّة كل عامين، مرّة واحدة تطل، فتباع كل بطاقات حفلتها أو حفلتيها في ساعات قليلة، ظاهرة غريبة تستحق الدرس، والمفارقة، أنها غير مهتمة بالدخول في لعبة المهرجانات هنا، أو هناك أو هنالك إخترعت بكل بساطة مهرجانها الخاص، نظمته، جهزت له، وصرفت عليه مع أقرب شخصيتين فاعلتين إلى جانبها الزوج الوزير الياس ابو صعب، والشقيق الفنان زياد بطرس، والنتيجة مذهلة.
لم تتردد في سؤال الفنان زياد ونستحلفه بالله، هل الموسيقى مسجلة، أم أنها مباشرة، وضحك بعفويته من كل قلبه وبادرنا: لأن الـ 175 ما بين عازفين من أرمينيا وسوريا ولبنان، واليابان، واسكوتلندا، وكوريا، والنروج، و41 كورالً، كلهم أرهقناهم بالبروفات، لذا جاءت النتيجة خارقة، سؤالك أشكرك عليه، هذه إشادة بما اجهدنا من أجله، ولم يرد «زياد» على تكلفة المسرح الرائع والاشاءة المدهشة (مهندسون من إيطاليا مع لبنانيين) والصوت الفائق النقاء (مهندسون من هولندا وإنكلترا) وقال: فعلاً أجهل التكلفة، لكن من المؤكد مهما بلغ المردود فإنه لن يرد كامل الميزانية الضخمة التي صرفت.
«إمبارح كان الجمهور بحر... اليوم يخزي العين محيط من البشر شكراً لأنكم جيتو من أماكن قريبة وبعيدة، وتحملتو مشقة المسافة، وزحمة السير، أنا بحبكم متل ما بتحبوني»، نعم كان الحضور فعلياً طوفان من البشر، ونماذج وفدت حقيقة من كل لبنان، كانوا سميعة بامتياز، وأروع المشاهد بعد المسرح الرائع، مشهد الـ 14 ألف شخص وهم يضيئون هواتفهم، تحية لـ «جوليا» التي حرصت على أناقة الحضور وبساطة الكلمات وتواضع الملامح، رغم كل المحسنات التقنية على الخشبة، كان واضحاً أن هناك إحتراماً للناس، للقضية، للفن، ورغبة كاسحة لعدم الظهور بأي مظهر عادي أو شبيه بأي صورة من صور النجوم على أي خشبة لأي مهرجان آخر.
«جوليا» حملت إلى صور غناءها المتنوع، كانت صغيرة عندما غنت في عامي 91 و94 على الخشبة الصورية في الملعب الروماني، واليوم تعود إليها بوفاء وحب وفخر ومتعة، المظهر محترم، الغناء محترم، كل الحضور في حضرة فنانة كبيرة وعلامة الاستفهام الوحيدة لماذا غاب النشيد الوطني اللبناني عن بداية الحفل!؟.
13 أغنية عاطفية خفيفة سريعة مميزة ما بين حديث ومن أمس القريب (راجعة بعد طول سنين، كيف ما بحبو ع سلامتو، على قد الجو المشحون، على ما يبدو آن الأوان، دخل عيونو دخل جفونو، بكرا شي نهار، جبنا سيرة صاحبنا، تُصوّر إنك، وين مسافر أوعا تسافر، خلص إنتهينا، ما بدي قلك يا حبيبي، يا قصص عم تكتب أسامينا).
وعشر أغنيات وطنية من العيار الثقيل، الموسيقى وحدها كانت كفيلة بهز أركان المكان، 134 عازفاً مع آلات مختلفة، وصوت نقي واضح فاعل وعميق الأثر، ألهب الحماسة وجعل كل الحاضرين وقوفاً، مصفقين، أو رافعي القبضات، أو يرددون كلمات الأغاني تباعاً، يحفظونها حرفاً حرفاً وليس كلمة كلمة، وبداية المادة الوطنية كانت مع: إلى النصر هيا، ومسك الختام: غابت شمس الحق، وبينهما (قوة محبة يا أبطال بلادي، لا تعذرني يوماً، أنا بتنفس حرية، نحنا الثورة والغضب، الحق سلاحي وأقاوم، عاد مجدك، يا ثوار الأرض، وأحبائي).
ببسيط الكلام وحقيقته: «جوليا» أحيت مهرجانها في صور وغادرت ظهر يوم الاثنين في 23 تموز/يوليو الجاري إلى العاصمة الأردنية عمان لاحياء حفل في أرض المعارض أمام عشرة آلاف شخص وفد الكثيرون منهم، من الأراضي المحتلة، وربما لن تكون حفلة عمان هي الأخيرة في برمجة الفنانة «جوليا»، ودائماً يأتي الخبر في وقته وبالتفاصيل المطلوبة، بينما «جوليا» لها أن تثق أنها تشق الصفوف بثقة مرفوعة الرأس عالية الجبين، ألف مبروك...