بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 أيلول 2017 12:00ص حدث فني تشهده بيروت: «محمد بكري» ضيفاً لأسبوع على الشاشة والخشبة

نماذج من نتاجه أمام وخلف الكاميرا.. والختام مع السيدة «نضال» وأشعار «درويش»

حجم الخط
ليس فناناً عادياً، مثقف، متواضع، لا يتعب من كثرة العمل، مع جرأة في مواجهة كل ما يمس صورته وبلده وحقه. محمد بكري، حالة إستثنائية منذ إختاره المخرج الفرنسي العالمي «كوستا غافراس» قبل ثلاثين عاماً، لدور رئيسي أمام «جيل كلايبرغ» في فيلم «حنا- ك» الذي صوّر في الأراضي المحتلة وعرف نجاحاً إستثنائياً أينما عرض، بينما كانت آخر إطلالاته العالمية في فيلم «American assassin» في دور ضابط مخابرات إيراني يدعى «أشاني».
«بكري» متواجد معنا في بيروت منذ 23 أيلول/سبتمبر الجاري بدعوة من مؤسسة «دار النمر للفن والثقافة»، والبرنامج المعتمد للإستفادة من وجوده يظلله عنوان «أيام فلسطينية»، وفيه عروض سينمائية لسبعة من أفلامه مخرجاً(1948، جنين جنين، من يوم ما رحت، زهرة) وممثلاً (حنا- ك، لـ كوستا غافراس- عيد ميلاد ليلى، لـ رشيد مشهراوي- وprivate إخراج سافيريو كوستانزو) وعرض مسرحيته «المتشائل» (الوقائع الغريبة لإختفاء سعيد أبي النحس المتشائل) للكاتب إميل حبيبي (سبق وعرضها عام 1986 عن نص قام بمسرحته ليخرجه مازن الغطاس)، أما مسك ختام هذا الماراتون الفني لـ «بكري»، ليلة مع الأداء الشعري لقصائد مختارة من نتاج الشاعر محمود درويش، يحضر فيها مع سيدة المسرح نضال الأشقر، تحت عنوان «ما أكبر الفكرة».
هذا الزخم من النشاط والتغطية لأبرز أعماله جعل المنظمين للتظاهرة يملأون الملصق الترويجي بإسم محمد بكري، لأنه يمثل الحدث برمته، وهو الحاضر في عشرات المشاريع السينمائية منها: «حيفا» و«الملجأ» (مشهراوي) و«حكاية الجواهر الثلاث» (ميشيل خليفي)، أما أحدث ما صوّره فكان شريط «واجب» لـ «آن ماري جاسر».ومعروف عنه كثرة مواجهاته مع سلطات الإحتلال بسبب مواقفه الداعمة لكل من يواجه إسرائيل، كاشفاً عن ممارساتها التعسفية كما حصل مع فيلمه المؤثر «جنين جنين» حيث إتهمته محكمة إسرائيلية بتشويه الحقائق بينما هي إرتكبت مجازر أثناء إقتحامها لمخيم «جنين» وتدمير جزء كبير منه أمام عيون العالم، لكن «بكري» صمد ودافع عن شريطه كون كامل الوقائع تؤكد حصول جرائم حرب لا مفر من الإعتراف بها.
«بكري» يتحدث بثقة وطمأنينة عن نصف أولاده (نصف دزينة) من الممثلين: «صالح»، «زياد»، و«آدم» والأخير هو بطل فيلم «عمر» لـ «هاني أبو أسعد»، وباشر العالمية منذ أشهر مع فيلم «ali and nino» كبداية للسير صوب الأعمال الضخمة، خصوصاً وأنه يعيش في نيويورك منذ إنتهى من تصوير «عمر» وكنا إلتقيناه في مهرجان دبي السينمائي وأبلغنا يومها أنه يرى أمامه أضواء الشهرة في هوليوود وراهنا على ذلك، ويؤكد محمد بكري أنه لم يوجّه أياً من أولاده صوب الفن، لكن يبدو أن مناخ المنزل وعمل الوالد ليل نهارفي هذا المجال جعل الفن يتسرب مع الدم ،بدليل النجاح الذي يحظى به الثلاثة في الأوساط الفنية والجماهيرية.
يبقى ضيفنا معنا في بيروت حتى 29 من الجاري، لكن في جعبته الكثير من المشاريع المحلية والعالمية يقول إنه يدرس عادة كل ما يعرض عليه بدقة وتبصّر، ونادراً ما يهتم بالموضوع المادي إلا في حالة ضمان الحصول على حقه. والفرصة الرائعة في السياق الإستماع إلى أدائه بالصوت لأشعار «محمود درويش» لأنه يتمتع بحنجرة توازي أو تتجاوز ما يتمتع به الفنان «محمود ياسين» من خامة صوتية مميزة وأوتار رخيمة فيها من التدفق الشاعري ما يفيض في النفس، ويغمرها بحنان خاص أشبه بدفء الغرام.
«محمد بكري» حدث غير عادي في مدينة رائعة، زاهية، ومتلألئة: بيروت.