بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2018 12:23ص حديث صحفي ممتع مبهم، شفاف وصريح بين «السنباطي» و«منصور»

الموسيقار تدهشه «أم كلثوم» يحترم «الرحبانيين» وله ملاحظات على «الموجي» و«حليم»

رياض السنباطي رياض السنباطي
حجم الخط
نشرت صحيفة الأهرام المصرية العريقة في عددها الصادر يوم الجمعة في 2 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حواراً أجراه الكاتب أنيس منصور مع الموسيقار رياض السنباطي قبل 43 عاماً، تميز بروح شفافة، وايراد بعض المواقف في صوت منيرة المهدية التي قدم لها أكثر من 20 لحناً، وأم كلثوم التي له في سجلها 300 لحن إعتبر أن أصعبها كان إنجاز قصيدة «الاطلال» التي أرعبته ثم أخافت الست بعد ذلك، لكن وبعد تأجيل غنتها في حفل ونجحت بإمتياز، وتناول السنباطي مواهب الملحنين فلم يقل إلا الكلام الإيجابي عن زكريا أحمد، ومحمّد عبد الوهاب مع أنه قال عن الثاني إنه داعب جمهور هذه الأيام من الشباب عندما أدخل عنصر الأنغام الراقصة فيها، ولم يعتبر الموسيقار محمّد الموجي قمّة.
الكبير السنباطي، أعطى حقاً مهماً لمطربتنا سعاد محمّد، وقال كلاماً رائعاً وجميلاً عن السيدة فيروز وعن نتاج الاخوين رحباني الأستاذين عاصي ومنصور معتبراً أنهما فعلاً وأنجزا ما لم ينجزه كبار في مصر، وهو التطوير، والتغيير، وهذا برأيه ما لم يفعله أي فنان كبير في مصر، متهماً الكثيرين بتكرار ما جاء به من سبقهم.
كلام هذا الفنان العبقري، أتى على أصول علاقته بالست أم كلثوم، وكيف أنه كان طبيعياً أن يُسمعها ألحانه في لقاء مباشر معها في منزلها يستمر أحياناً من العاشرة صباحاً وينتهي عند العاشرة ليلاً، وكان السنباطي يعتذر عن تناول أي طعام لأنه سينام فوراً بعد الأكل أما هي فلم تكن تتناول قبل الغناء سوى تفاحة وبعض الخبز، ولم يتحاشى الإجابة بطريقة مواربة عن أي سؤال خصوصاً عندما سأله منصور عن حالات إختلف فيها مع الست فكان جوابه من دون تردد: عندما أطلب بدل أتعابي زيادة. معترفاً أن هذا كان يأخذ عاماً أو عامين أحياناً من الخصام، ثم تراضيه بإعطائه ما طلب وزيادة لأنها كانت تقدره وتحترم صداقته، وتعتبره الأفضل ممن لحنوا لها، وكان لافتاً إشارته في معرض حديثه عن أي لحن كان الأسرع أو الأسهل فقال: «نهج البردة» إحتاج مني ثلاث ساعات فقط، أما السبب فأقسم الموسيقار الكبير بأنه كان يكتب نوتة أنغام اللحن بناء على أحد لا يعرف من هو كان يقول له ذلك في أذنه.
هنا تحدث السنباطي عن نور إلهي، عن إيعاز سماوي، عن تدخل من قوة خارقة دخلت على خط التلحين ووضعت أنغام «نهج البردة» اما أخطر ما قاله فكان عن صوت العندليب عبد الحليم حافظ عندما لاحظ أنه صوت جميل جاذب لكن فيه رجفة لا يعلم ما إذا كانت موجودة معه بالولادة أم هي موجودة لسبب آخر.
الحدث هنا أن كبيراً يتحدث عن كبار، لا يهاب تناولهم أو إعطاء رأي في مواهبهم وطاقاتهم وإبداعاتهم، لكن بشكل محترم، وهي الصورة التي رسمها حين سئل عن أي مقاربة بين الكبيرتين: منيرة المهدية، وأم كلثوم، فكان جوابه واضحاً ومباشراً. قال عن الأولى إن صوتها كان جهورياً قوياً لكنها لم تعرف وهي تغني كيف تقفل الجملة، عكس أم كلثوم التي كانت حالة خاصة في كل ما يتعلق بغنائها وخصوصيته.
مهما قال في حواره فهو سيّد الكلام، فمن يتكلم أسطورة لحنية عربية شرقية بإمتياز، وكم يحز في نفوسنا أن ما لحنه للسيدة فيروز لم يُنجز بعد وفاته وكان السبب نجله أحمد الذي وضع شروطاً على السيدة فيروز، مما حال دون أي لقاء بين عبقري الموسيقى وسيدة الغناء العربي فيروز.
لم تصدمنا الآراء التي أدلى بها السنباطي، ولم تفاجئنا، فما يقوله هو القاعدة، أما البرهان فلا مجال لإنكاره، إنه هو نفسه صانع 300 لحن لأم كلثوم، يعني أن جزءاً رئيسياً من شخصيتها ونجاحها وتميزها يعود إليه لأنه عرف ما يناسبها وأبعدها عمّا لا يتناسب معها فكانا كبيرين.