بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 نيسان 2023 12:00ص حروبنا اللبنانية تكاد تبلغ النصف قرن؟؟

حجم الخط
ثلاثة أيام وتحلُّ علينا الذكرى السنوية المشؤومة، لإشتعال أولى حروبنا المدمرة في 13 نيسان عام 1975 وهي توالدت حروباً أسوأ منها طوال 48 عاماً، بما يعني أن الحرب على بلدنا وعلينا في عد عكسي لبلوغ النصف قرن بعد عامين، حيث لا ملامح حلول في الأفق تؤشر على تفاؤل ما أو حل ما لتعقيدات أوضاعنا برمّتها.
نعترف أن كاميرات السينما اللبنانية حاولت التعاطي مع حدث الحرب لكنها ظلت في نطاق ضيق رغم الخرق الذي أحدثه الراحلان مارون بغدادي وبرهان علوية بأفلام عكست صورة الواقع المأساوي خصوصاً في: بيروت يا بيروت، وحروب صغيرة، للأول، و: لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء، وبيروت اللقاء، للثاني، لتتعدد التجارب ويبرز منها: بيروت الغربية، لـ زياد دويري، ومحطات قليلة أخرى ظلت قاصرة عن بلوغ ضخامة الكارثة التي تحولت إلى نكبات تتلوّن وتتسارع لتبلغ أوجّها في نهب ودائع اللبنانيين في المصارف، وتدهور وضع الليرة وإنسداد أي أفق سياسي لحل الأزمات.
والمشكلة الكبرى التي نتخبط فيها حالياً أننا لا نملك وثائق عن كل ما أصاب بلدنا منذ العام 75 وحتى أمس القريب موعد إعلان وزارة الإعلام عن سرقة أرشيف الوزارة، الذاكرة الخصبة نُهبت، بينما إذا ما أردنا إسترجاع أحداث، أو العودة إلى فصول ووقائع وأحداث تدخل في توقيت الحقبة السوداء منذ العام 75 نتصل بدوائر الـ inna الفرنسية لتزويدنا بها وبثمن غير قليل لأننا عشنا الحرب ولم يعمد القيّمون على شؤوننا ومن إمتلكوا زمام الأمر والنهي كل هذه السنوات إلى توثيق ما أصابنا وتقدير خسائرنا في كل القطاعات، حتى وصلنا إلى مرحلة إنكشفنا فيها أمام أنفسنا أولاً، ثم أمام العالم، وكل ما نعرفه اليوم فقط هو تعداد السنوات التي إنقضت على بدء أزماتنا التي دمّرت كل شيء في بلدنا.
48 عاماً على حروب إستهدفتنا في وجودنا بالكامل، ولم نتوقف عن المساهمة فيها كوقود إنساني رخيص لا قيمة لنا، ومن دون أن يلتفت إلينا أحد لأننا أثبتنا أننا أول من أسهم في خراب بلدنا. غيرنا يخطّط لزوالنا ونحن ننجرف معه ونقضي تباعاً على أروع وطن.