بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 تشرين الأول 2018 12:20ص «حكاية نضال الأشقر» على مسرحها مع 25 أغنية بصوتها

سيدة المسرح ونوستالجيا والدها وذكرى «الزعيم» في 8 تموز..

حجم الخط
    
السيدة الكبيرة لا تحتاج إلى حدث أو مناسبة لكي تُحرّك المنابر، مجرد ذكر إسمها يعني أن حراكاً ما يحصل، وبالتالي هات يا كاميرات وأضواء وإهتمام. فكيف حين يكون الحدث إسمها والحكاية حكايتها: «نضال الأشقر».
العمل الأقرب إلى سهرة لطيفة سبق وعُرض لأول مرة في إحتفالات مسرحها مسرح المدينة بالذكرى العشرين لإنطلاقته، ويومها لم تُتح لنا الظروف فرصة الإطلاع على «مش من زمان»،حكاية نضال، ونضال تعني الإسم والفعل في حياتها، وصحيح أنها تذكرت مع والدها «أسد الأشقر»  «الزعيم أنطون سعادة» من دون أن تسميه بالإسم ودلت عليه بعبارة مندمع بكل 8 تموز/يوليو من كل سنة، إلاّ أنها مرّت على سيرة رفاق وأصدقاء وجيران عرفتهم في بيت العائلة المتني- ديك المحدي، وبدت رواياتها مختصرة، سريعة، أشبه بالتذكّر العفوي، وتختلط المعلومة الجادة مع بعض حركات الولدنة والخبريات التي توحي بعناد الصبية وميلها لفعل ما في رأسها دون الإلتفات إلى رأي أحد.
مقاطع كلامية تولى روايتها بصوت خفيض المغني وعازف العود «خالد العبد الله» لتدخل عليه هي بمقطع غنائي بصوتها من دون إدعاء الغناء فناً منفصلاً، ثم يتابع «خالد» المهمة غناء على الأصول، وكان مُجيداً في الـ 25 أغنية التي غنّى مقاطع منها، تُمهّد هي له ويتابعان معاً حتى تتركه يتابع الغناء وحيداً ومتميزاً. مع مشاركة 3 عازفين (إبراهيم عقيل، محمد عقيل، ونبيل الأحمر) كانوا جميعاً في مناخ منسجم، أليف، تحكمه كيمياء خاصة من الذوبان في روح الموضوع ومادته، مما جذب إليهم الحضور فكانت رفقة أنيسة على مدى 90 دقيقة، توسّطت فيها «نضال» الفنانين الأربعة تُظللهم تمديدات كهربائية أشبه بالخيمة وهم تحتها أقرب إلى شلّة الأنس والسلطنة على باقة من أحب أغنيات الزمن الجميل إلى آذاننا وأرواحنا على مدى يُقارب القرن أحياناً.
ربما كان كثيرون يعرفون شذرات مهمة من سيرة سيدة المسرح اللبناني، إلا أن بعض المفاتحات الأقرب إلى إضاءة الذاكرة وردت في السهرة تُضيف الكثير مما لم يصل إلى جميع المحبين عن السيدة نضال وفي الجعبة بدا الدسم واضحاً في عدد من الإضافات التي تتيح مجالات للتفكّر والتركيز على المراحل ومواصفات بطلتها، وجاء الدمج مع الغناء صورة من صور التعاطي الراقي مع الماضي المضمّخ بالكثير من الأحداث والوقائع التي لا تُنسى، وكانت التوليفة الغنائية شاملة لحقب وأزمنة ونجوم، مع نماذج من (مرمر زماني، يا بيتنا اللي عالتلة، آه يا زين العابدين، سلمى يا سلامة، ودّي يا بحر ودّي، سمرا يا سمرا، يا جميل يا جميل، تفتا هندي، زوروني كل سنة مرة، إبن عمي بحلاتو ما أحلى غمز عويناتو، دخل عيونك حاكينا، بتندم، شب الأسمر جننّي، يا مايلة عالغصون عيني، سمّوكي، يا جارحة قلبي والجرح آلمني، يللي نويت الهجر، أهلا بهالطلة أهلا، برهوم حاكيني، حوّل يا غنّام، ماركدوش أمي يا ماركدوش، كلمة حلوة وكلمتين، أهو ده اللي صار).
هي 25 أغنية واكبت 26 مقطعاً روائياً حكائياً تكاملت فيها الحدوتة مع المعلومة، مع الموقف، لنستخلص منها ما يفيد في معرفة جوانب أمور غيّرت الكثير في واقعنا اليوم.
غنّت السيدة «نضال» وكانت الأغنية الأنسب لصوتها «بتندم» لأنها والراحلة «وداد» تتشاركان في البُحّة المحببة في الحنجرة، كما أن السلطنة على أغان من صميم تراثنا تجعل كل الأصوات جميلة لأنها تُقال من القلب، لذا تدخل كل قلب، وهذا ما أعطى خصوصية لسهرتنا مع السيدة «نضال».