استضافت محطة الجمهورية الجديدة في القاهرة المدير الفني الجديد لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الناقد عصام زكريا، في دورته الـ 45 التي ستقام بين 13 و22 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ولأن ما جاد به من أفكار وشروحات جديرة بالمباركة أفردنا له هذه المساحة من العرض تقديراً منّا للطاقات الفاعلة في المنابر المهرجانية، فكيف إذا ما تعلق الأمر بمهرجان عريق كمهرجان القاهرة بعدما واكبنا الحقبة الذهبية التي قادها الكاتب المتميّز الراحل سعد الدين وهبة.
المدير زكريا تحدث بموضوعية وتواضع وبدا فاهماً بعمق المهمات الملقاة على عاتقه تحت جناح رئيس المهرجان النجم حسين فهمي واصفاً التعاون بأنه تكاملي بين واضع الإستراتيجية للمهرجان وفريق التنفيذ، وطال الكلام إختيار الأفلام وأسماء المكرّمين وكبار الضيوف مع إعطاء أفضل صورة عن التنظيم خصوصاً الأداء التقني من حيث مواعيد العروض والصوت والصورة على أفضل حال، وكان زكريا في كل عرضه متوازناً صادقاً وفاهماً لأصول إدارة المهرجان وتنشيط فعالياته على أحسن وجه.
هذا يعني أنه تم إختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، لإسم خبر النقد وإدارة المهرجانات وله مؤلفات سينمائية عديدة وأظهر من خلال اللقاء ما يُعرف بتواضع الكبار، مدركاً أنه يتعاون مع أحد الرموز المضيئة في عالم النجوم المصريين وهذا يعني أن الدورة المقبلة 45 ستحلّق بجناحين قويين، بعد توقف عام تضامناً مع غزة وأهلها الصامدين في وجه الغطرسة والإجرام الإسرائيلي.
نعم المهرجانات صورة تعكس حال البلدان التي تقام فيها، وإضافة إلى ما تعنيه القاهرة من إرث تاريخي فنحن نتحدث عن سينما فيها حاضرة وفاعلة في زمن عمره من عمر السينما في العالم، إذن المسؤولية كبيرة ومتشعّبة مع جذور ضاربة في عمق التاريخ، مما يعطي المهرجان الهالة التي يستحق من بين عموم المهرجانات سواء في مصر أو في أنحاء العالم العربي.
نحن نأمل خيراً من هذه العودة للمهرجان لأن العديد من الكيانات الرديفة لم تستطع أخذ الراية من القاهرة التي بقيت الأفضل لأنها تلعب السينما في ملعبها وبين ناسها، ومثل هذه البيئة الحاضنة للفن السابع بالإمكان توقّع مفاجآت إيجابية عديدة تكرّس السينما فناً وجودياً لا غنىً عنه.