بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 أيار 2020 10:40ص دارينا الجندي: انطلقتُ الى العالمية من فرنسا.. و«الدنيا بتساع الجميع»!

حجم الخط
في بيتها الكائن في باريس، تحتسي القهوة تمسك بيدها السيجارة، وتحدّثنا عن عشقها للحرية التي دفعت أغلى الاثمان للحصول عليها. تستعرض بداياتها في الفنّ، شغفها في التمثيل،وعملها اليومي الدؤوب للمحافظة على مستواها الرفيع في مهنتها، والاهم، انّ الضحكة لا تفارق محيّاها. الحديثُ معها لا حدود له، تدعوكَ الى عالمها،الى الاعماق حيث السلام والشفافية. تتذوقُ معها خمرَ الفن والتمثيل والشعر والفكر، وتخبرك انها تذوب في عالم التمثيل الذي آتّحدت به وتحدّت القريب والبعيد للوصول الى العالمية حيث تأثرت بالكاتبة مي زيادة التي تعرّضت للاضطهاد من قبل أقاربها.

دارينا الجندي تقول لـ"اللّواء" الدنيا بتساع الجميع، وأحبّ التمثيل مع المحترفين كما المبتدئين لاني أعود معهم الى الجذور والاساس.

Image preview

شغفها في التمثيل
لا تندم على أي عمل أنجزته في مشوارها المهنيّ لانها تتحمّل مسؤولية خياراتها،وعلى الرغم انها لم تدرس الاخراج والتمثيل لكنها وبسبب شغفها في التمثيل عمِلت جاهدةً لتحقيق هدفها وهو الاحتراف بمهنتها والوصول الى العالمية عبر workshops بشكلٍ دائم."دارينا الجندي"تفضّل الممثلة الطبيعية بشكلها وأحاسيسها وثيابها قائلةً إنها تلاحظ عرضَ ازياء في غير محلّه في المسلسلات العربية،وبرأيها انّ العمل ال"مذوق" raffiné بحاجة الى الاحاسيس الطبيعية العادية كما تعلّمت في الغرب،بينما خلال المسلسلات العربية يُطلب مضاعفة الاحاسيس والصراخ بشكل كبير أي over acting.

علاقتها بالمسرح
الجندي تفضّل المسرح بالدرجة الاولى رغم انها مثلت في المسلسلات والسينما والشعر الممسرح ، لانَّ المسرح يسمح لها ان تصلّح أداءها ليجوهر، كون العمل يتكرّر يوميًا،قائلةً:"لا أحد يملي عليّ على الخشبة فالمسرحُ لي"،وأبرز مسرحيتين لها في لبنان تحت عنوان يا اسكندرية بحرك عجائب مع الاستاذ الكبير يعقوب الشدراوي،وبنت أصل.ولكن اهم مسرحيتين عالميتين لها :Le jour où Nina Simonne a cessé de Chanter,Ma marseillese من كتابتها وتمثيلها واخراج الفرنسي Alain Timar وبفضل تلك المسرحيتين التي لعبت في الاولى ٥٠٠ مرّة على الخشبة، والثانية ٢٠٠ مرّة ،حقّقت نجاحًا عالميًا مدويًا. الجندي لا تستطيع ان تحصي عدد المسارح الاوروبية والعالمية التي لعبت عليها،لكنها افتتحت مسرح جامعة IMT في بوسطن، ومثلت في مسرح جورج واشنطن في واشنطن،وفي لندن وايطاليا وسويسرا وباريس على مسارح "avignon”éssaillon,le liberté Martinique.

Image preview

بالقلب
وعن دورها في مسلسل"بالقلب"،قالت إنّ المنتجة ميّ أبي رعد اتصلت بها ودعتها الى لبنان لتجسيد دور أمال وبعد ان اخبرتها عن تفاصيل الدور والكتابة لطارق سويد،وفريق التصوير، والاخراج لجوليان معلوف والممثلين،لم تتردّد في قبول الدور الذي عشقته رغم مشاهده القليلة،قائلةً هناك أحداث دائمة ومتتالية في هذا المسلسل،وشخصياته جميعها محبّبة ومنسجمة وحبكته رائعة.

قصة جنسيتها الفرنسية
أثناء تقديمها مسرحيتَها الثانية في فرنسا تحت عنوان Ma marseillaise اي النشيد الوطني الفرنسي التي تتحدث عن تقديم الجنسية،وقبل افتتاح المسرحية في مهرجان أڤينيون،رُفض طلب جنسية دارينا الجندي في فرنسا لانّ الاصول المتّبعة لاعطاء الجنسية للفنانين المحترفين،ان يُستحصل منهم ضرائب عالية.أما عند حالات الفنانين العاطلين عن العمل، فالدولة الفرنسية تقدّم لهم مساعدات، ما يمنع الجندي التي كانت تُعتبر عاطلة عن العمل حينها رغم انها كانت تعرض مسرحيتها الثانية، الحصول على الجنسية.

Image preview

أما بعد عرض المسرحية،والنجاح المدوّي الذي حققته،عندها عنونت جريدة لوموند الفرنسية Marianne ne reconnais plus les siens، اي ماريان لم تعد تعرف اخوتها، وماريان هي رمز الجمهورية الفرنسية والمقصود رفض اعطاء الجنسية،عندها وفي اليوم نفسه اتصل وزير الداخلية إيمانويل ڤالس بالمسرح واعتذر باسم الجمهورية الفرنسيةعن الاجحاف بالقانون ووعدها بتغييره وبامكانها تقديم النقض للجمهورية الفرنسية،فاعلن تغيير القانون وبعدها قدّمت النقض وحصلت على الجنسية الفرنسية لانّ اعمالها كفنانة محترفة تُعرِّف عنها وتسمح لها بالحصول على الجنسية،وتختم انها ومن فرنسا انطلقت الى العالمية وتذوّقت طعمًا جديدًا من النجاح.