بيروت - لبنان

اخر الأخبار

28 آب 2018 12:28ص «ديسكوتيك نانا» لـ«هشام جابر» و«فريقه علی خشبة «مترو المدينة»

العصر الذهبي للأغنية اللبنانية في إستعادة جاذبة وفريق منسجم

حجم الخط
الفنان «هشام جابر» ضرب ضربته المسرحية الغنائية الثالثة مع عرض: «ديسكوتيك نانا» الذي افتتحه الأسبوع المنصرم في 13 آب/أغسطس الجاري على خشبة «مترو المدينة»، بعد النجاح المتصاعد لعمليه السابقين: «هشّك بشّك»، و«بار فاروق».
لم يبتعد هذا الفنان الأليف الدمث البعيد عن البهرجة الإعلامية، والمنكفئ في مسرحه الصغير المساحة والكبير الأهمية، فهو يقدم هنا قراءة لحقبة الثمانينات في لبنان التي عرفت ذيوع الكثير من الأغنيات الجماهيرية والتي عاشت حتى يومنا هذا، بينما غناء هذه الأيام ينطلق اليوم وينتهي اليوم.
احتاج «هشام» التسعة عناصر على الخشبة.
ثلاثة مطربين تقدمهم الرائعة ياسمينا فايد في دور «نانا» مقدمة البرنامج الفني، والمغنية القادرة على التأقلم مع أي مناخ في لحظات فهي تمتلك حساً فنياً رفيعاً، يستحق التهنئة والمباركة، وهي ببساطة أدارت اللعبة على الخشبة، تماماً كما أمسكها جيداً الفنان هشام جابر في الكواليس، يجيء معها «ايلي رزق الله» في شخصية الفنان الكبير جميل جمال الجاهل، الملقب جمل العرب، وكان مقنعاً في حركاته وأدائه الأغنيات وحتى خلال رده على أسئلة المذيعة «نانا»، والثالثة المطربة المتسلقة «سهام»، المعروفة بالعيون الحول ولعبت الشخصية كوزيت شديد بأسلوب نبيل، متقن ولافت، مصحوبة بـ«جنغل» خاص يرافق حضورها على الخشبة.
أربعة عازفين رافقوا المغنين: فرح قدور، أحمد الخطيب، مكرم أبوالحسن، وضياء حمزة، وتتالت الأغنيات تُؤدّى بأفضل ما يُمكن للسامع أن يتابع أغنيات عرفها وحفظها، وما زالت جزءاً من نوستالجيا حياته (بطّل عاجبها، شيكي شيكي بابا، آه يا تمارا، طير وفرقع يا بوشار، على جسر الدامور، Alouette, شب حليوه وأفندي، ليندا ليندا يا ليندا ليلي السهرة عندا، حبيبي بيحب التش، مشوار رايحين مشوار، يا جارة الوادي، هزّي محرمتك هزّي، كلن عندن سيّارات، غسّل وشك يا قمر، عاطبق ألماس، بلغي كل مواعيدي، نطرني نطرني عالشباك، هالله هالله يا عزيزي، و(do you love me) إضافة إلى إعلانات عرفت جماهيرية هي الأخرى في تلك الفترة (المنظف F3, شو بطاريتك ريوفاك، سيريلاك، هيد إندشولدرز، أفلام ساكورا، أفلام كونيكا) ومعها الـ سبوت الترويجي: الشغل ماشي، والحكي ماشي، ولايهمك.
كل هذا في «ديسكوتيك نانا» التي تقدّم مناخاً صاخباً ، يعج بالفرح والحبور والترفيه، مع روح خاصة من الكوميديا التي تحضر من دون إسفاف، أو ثقل دم، نحن إزاء دم سكر يهيمن على الشخصيات الخمس ما بين الغناء والتمثيل، في كاستنغ رائع، وألفة نادراً ما واكبناها على الخشبة، ويبدو أن الفنان «جابر» يُمعن في تقديم دروس فنية منذ خمس سنوات حتى الآن لكن لا نقاش بأن الكيمياء التي تحكم علاقته ببطلته المتمكنة، الموهوبة «ياسمينا» تضفي على اللقاء المسرحي هالة من النجاح، والاحترام والود.
أمضينا وقتاً بهيجاً صادقاً، العزف كان رائعاً، والأداء الغنائي قريب من القلب والأذن معاً، التمثيل مع الفنانين «سعدو» و«صبيح» كان جيداً، لكن الأول إخترع مناخاً خاصاً به، جذب إليه جمهور الحاضرين من خلال الشخير المدروس وحامل الكثير من المعاني.
الثلاثة اكتملت في جعبة الفنان جابر.
«ديسكوتيك نانا» جزء من حنين شعبي (من الأغنية اللبنانية الدارجة التي عرفت عزها، وعصرها الذهبي، في حقبة الثمانينات، والإضاءة التي حصلت من خلال المسرحية تبدو أقرب إلى تحية لأهل ذاك الزمن الماضي والقريب، بما يعني الوفاء للفنانين الذين آثروا الساحة الفنية بما يُمتع، ويقرّب النا س من فنونهم.
ونحن سنظل أوفياء للفريق الفني بقيادة هشام جابر، فكلما جاد، باركنا، وكلما بادر واكبنا، فكم نحتاج في هذه الأيام إلى نماذج مبدعة، تخرج عن السائد وتعرف كيف تجذب الرواد إلى المسارح، بعد ما ضاقوا ذرعاً بالإعادات، والتقليد وعدم الشعور بالمسؤولية مع الجديد، نحن متفائلون بتجارب مترو المدينة ويبدو أن المستقبل القريب يحمل بشائر خير كثيرة.