بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2017 12:05ص رحيل «فتوش» الطفلة.. فاطمة الصبية.. شادية الفنانة المعتزلة

اعتزلت بعد لقاء الشعراوي بقرار شخصي تاركة كل ما كسبت يداها للفقراء والمحتاجين

حجم الخط
اسمها الحقيقي فاطمة شاكر، وعرفت في طفولتها بين أفراد الأسرة باسم الدلع «فتوش» وفي بداية عملها السينمائي، منحت اسم «شادية» الذي اشتهرت به كممثلة سينمائية ومسرحية وكمطربة.
وشادية، دخلت عالم التمثيل وهي في أولى سنوات مراهقتها، فهي من مواليد العام 1931، بدأت مسيرتها وهي في السابعة عشرة من عمرها، واضطر السينمائيون إلى أخذ موافقة ولي امرها (والدها) الذي كان يرافقها إلى الاستديو، برغم حضور شقيقتها «عفاف» في عالم السينما قبلها.
تزوجت شادية ثلاث مرات، الأولى من الممثل الكبير عماد حمدي الذي وقفت امامه في عشرات الافلام، تشاركه أدوار البطولة، ثم من الممثل الآتي من كلية الشرطة، ابن الأسرة الفنية المعروفة «صلاح ذو الفقار» حيث شاركته ايضا عشرات البطولات، ربما أبرزها فيلم «زوجتي مدير عام»، لكن زواجها الثاني لم يعمّر طويلاً حيث كان الانفصال الودي بين الطرفين.. اما زواجها الثالث والأخير، والذي انتهى بعد مُـدّة بالطلاق، فكان من مهندس لا علاقة له بالعمل الفني..
وفي الزيجات الـ3، لم يكتب للفنانة الراحلة شادية الانجاب..
وعلى الرغم من كثرة عدد الافلام الرائعة التي لعبت بطولتها، ونكتفي هنا فقط بذكر بعضها القليل: «المرأة المجهولة» امام كمال الشناوي (نالا معاً عنه الكثير من الجوائز)، و«دليلة» و«معبودة الجماهير» امام عبد الحليم حافظ، والثاني استمر عرضه لأسابيع عديدة في عشرات دور العرض، من دون ان ننسى افلامها الغنائية مع فريد الأطرش، ومحمّد فوزي، الا انها، وفي السنوات الأولى من عملها السينمائي وصولا إلى بطولتها الفيلم «المرأة المجهولة»، اشتهرت كمطربة وممثلة مسرحية (ريّا وسكنية)، وكان اختيارها للبطولة يتم على هذا الأساس، وقد سمعت من بعض النقاد انها قادرة على الاكتفاء بصفة  «ممثلة»، فاتخذت القرار بالتوقف عن الغناء والاستمرار بلعب الأدوار بعيدا عن الغناء..
وفي العام 1987، كانت للراحلة شادية آخر مشاركة غنائية لها، في حفل اقامته الإذاعة المصرية لمناسبة حلول عيد المولد النبوي الشريف تحت عنوان «الليلة المحمدية»، وحيث غنت بتأثير واندماج كبيرين اغنية «محمد يا رسول الله»، لتغادر بعد أيام إلى مكة المكرمة لتؤدي مناسك الحج، ولتعود وتلتقي لقاءاً انفرادياً بالشيخ الراحل العلامة الجليل محمّد متولي الشعراوي، ولتخرج من هذا اللقاء مبتدئة مسيرة جديدة، لم يعرف أحد، حتى أقرب المقربين منها، سرها، وحيث أعلنت اعتزال العمل الفني بكل اشكاله، وتبرعها بكل ما تملك من مال وعقار إلى اليتامى والمحتاجين، كما اعتزلت النّاس بما فيهم الأصدقاء المقربين وبحيث لم تعد تجيب على رنين هاتفها، وكانت هي من تتصل بمن تشاء الاتصال بهم..
اما ما رُشح عن لقائها بالشيخ الشعراوي، فكان سؤالها له ان كان عملها ومالها وما كسبت يداها طوال مسيرتها الفنية هو حرام، وأن ردّ فضيلته كان: أنت من تقررين الجواب على هذا الأسئلة وليس أي شخص الآخر..
رحلت فاطمة شاكر، أو الطفلة «فتوش» أو الفنانة شادية عن 86 عاماً، وكانت قد ادخلت قبل زهاء الأسبوع إلى المستشفى على اثر تدهور صحتها، وحيث نقل أهلها للاعلام انها: «استعادت عافيتها»، ولكن، كما بدا مع انتشار نبأ وفاتها، فإن القدر لم يمهلها حتى تطمئن بنفسها جمهورها ومحبيها عن صحتها، فغادرت هذه الدنيا تاركة فيها كل ما كسبت يداها للمحتاجين والفقراء، ودفنت بالقرب من المسجد الذي بنته.. رحمها الله.