بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 آب 2018 12:02ص صرخة كاظم الساهر الإنسانية هل تتحوّل إلى مثال يُحتذى؟!

حجم الخط
في خلال الحفل الغنائي الساهر الذي أحياه الفنان العراقي القدير كاظم الساهر، ضمن فعاليات «مهرجانات بيت الدين الدولية - 2018»، فاجأ جمهور الحاضرين قبيل بدء وصلته الغنائية المقررة، بشرح مبسط وسريع، لواقع حال الكهرباء في بلده، وكيف يعاني قسم كبير من أبناء العراق، بسبب إنقطاع التيار الكهربائي لساعات وأيام، وهو الأمر الذي يتسبب بكثير من الأضرار للمواطن العراقي، لاسيما في فصل الصيف، وحيث الحرارة قد تبلغ درجات مرتفعة جداً، ما قد يؤدي بالتالي إلى الكثير من الوفيات بين العجز والمرضى والأطفال، إضافة إلى ما يؤديه إنقطاع التيار من أضرار إقتصادية - صحية متعددة المخاطر على المواطنين.
وتوجه الساهر بنداء إلى سلطات العراق للتعامل مع مشكلة الكهرباء، تحديداً، بكثير من الجدية، لما لها من إنعكاسات مباشرة على مختلف الأوضاع الإجتماعية - الإنسانية قد تستهدف المواطن العراقي في صحته ورزقه ومعيشته وحياته اليومية، مباشرة!؟.
كاظم الساهر، فنان موسيقي ومطرب، ولا يتعاطى الشأن السياسي لا من بعيد ولا من قريب، لكنه وجد - كإنسان- في إنقطاع التيار الكهربائي عن قسم كبير من أبناء وطنه، حالة إنسانية تستحق التصدي لها من قبل كل مواطن عراقي قادر على إيصال الصوت من موقعه، اياً يكن هذا الموقع، ولذا، جاءت صرخته الإنسانية هذه من موقعه كفنان، ومن خارج بغداد، لأنه يحيي الحفلات حالياً خارج العراق، ولو كان مقيماً، لما كان سيقصر برفع الصوت، لأنه يعلم ان صوت الفنان مسموع دائماً، ومن يرفع الصوت الحق في الخارج، لن يخشى من رفعه في الداخل!؟.
وبالمقابل، فإن الفنان اللبناني يزور على مدار العام عشرات العواصم العربية والغربية لإحياء الحفلات الغنائية، ورغم ذلك لم نسمع مرة ان أياً من هؤلاء قد تذكر معاناة أبناء بلده الذين يعانون من العديد من المشكلات، قد تكون الكهرباء أولها، ولا تكون النفايات آخرها، وكلها مشكلات تُتيح للبناني العادي معاناة يومية لها أول وليس لها آخر؟!.
وأخيراً... قرأنا أن رئيس الوزراء العراقي قد أقال وزير الكهرباء وامر بفتح تحقيق بوضع الكهرباء في العراق، وبأسباب إنقطاع التيار عن المواطنين، برغم أن حالة الإنقطاع في العراق عمرها قصير، وبرغم ما عانته الدولة من حروب على مدى السنوات الأخيرة؟!.
فهل سمعنا، ولو لمرة واحدة، رئيس وزراء لبناني يقيل وزيراً للكهرباء (الطاقة) ويأمر بفتح تحقيق بالأمر، علماً بأن لبنان تجنب الحروب بفضل الله، منذ إتفاق الطائف (على المستوى الداخلي)، ونجح في تحجيم ووقف هجمات الإرهاب (على المستوى الخارجي)؟!.
وتحية كبيرة للفنان العراقي كاظم الساهر، مع الرجاء والأمل بأن يتحول موقفه الوطني - الإنساني إلى مثال يُحتذى من قبل زملائه الفنانين اللبنانيين الجوالين في عواصم العالم؟!.
فهل يسمعون النداء؟!

abed.salam1941@gmail.com