بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 كانون الثاني 2019 12:03ص عبقرية «جورج خباز» تُتوَّج في «إلا إذا .. تغيّر شي»

الطوائف والمذاهب والأحزاب في محاسبة شفافة أمام الوطن..

حجم الخط
ضرب الفنان «جورج خباز» الحديد وهو حام، لم ينتظر على تجربة «إلاّ إذا» حتى تبرد، بل بادر إلى إستكمال حملته الوطنية على أطياف المجتمع اللبناني من دون إستثناء وبميزان الجوهرجية، لكي يضع الجميع أمام مرآة الذات بحيث يرون أنفسهم دونما رتوش كيف يُعاملون الوطن وكيف يتعاملون مع الآخر فيه، فكان فاعلاً في الإضاءة على كل النواحي محمّلاً الجميع مسؤولية الحفاظ على هذا الكيان الذي يُظلّلنا من الإنهيار بسبب التصدعات العديدة في بنيانه الذي إهتز كثيراً بفعل الحروب التي شنّها الآخرون عليه منذ 43 عاماً ويزيد..وحتى الآن.
عبقرية الفنان الشامل «خباز» مارست واجبها. فكيف لا يكون المسرح منبراً ناطقاً بخلجات ومعاناة الناس، وهل يستوي وجوده لمجرد الترفيه وزيادة حجم الخُواء في الجعبة الوطنية لدى كل منا حيث على كل لبناني واجب المبادرة لرفع الضيم عن البلد، وكسر الحواجز الوهمية بين أبنائه ومنع الغرباء عنه من التدخل في شؤونه، أو الإيحاء له بأي طريق عليه إنتهاجه. إن الجزء الثاني من «إلاّ إذا» جاء بلسماً لجروح عديدة آلمتنا طويلاً خلال الحرب المنصرمة علينا، وتحديداً من باب الطائفية التي لو كانت حقيقية – لا سمح الله – لما كان لبنان إستعاد وجوده وحضوره منذ العام 1990 وحتى اللحظة.
أسعدنا العمل الجديد لأنه أشبع الموضوع الوطني الذي بدأ في الجزء الأول بحثاً ومصارحة وحسْماً لكل جدل داعياً أهل البلد إلى ترداد «كلنا للوطن» لكي يبقى الوطن عزيزاً مصاناً واحداً يستحيل التآمر على أهله من جديد. الأحداث لا تُغادر المبنى الذي تقطنه عائلات من معظم الشرائح اللبنانية، وتنطلق من المناخ الجديد الذي بات يستند إلى الفحص المخبري الذي قلب الطوائف والمذاهب رأساً على عقب لنشهد مفاجآت في ردود الأفعال على ما أسفر عنه الفحص من نتائج أظهرت أن أصول البعض تعود إلى الجهة التي ينتقدها وإذا به عندما أبلغه التقرير بموقعه الطائفي أو المذهبي الجديد تبدّل لسان حاله وبات مدافعاً وناطقاً بإسم هويته الدينية الجديدة.
وحسناً فعل الفنان «جورج» حين فجّر مفاجأة مدويّة في المسرحية نترك أمر إكتشافها للمشاهدين مباشرة، لأنها ركيزة الجزء الثاني من العمل، والأرجح أن تكون من ضمن برمجة مهرجانات بعلبك الدولية 2019 إستكمالاً لما عرفه الجزء الأول من تكريم وجماهيرية في «بعلبك 2018»، وبالتالي تكون الصورة من ضمن حضور الليالي اللبنانية في المهرجان العريق.
ديكور «طوني كرم» ما زال حاضراً للمبنى محور العمل كرمز للوطن، وهناك مساحة جيدة للغناء من تأليف وتلحين «خباز» توزيع «شارل شلالا»، مصحوبة بلوحات راقصة رسم خطواتها الأخوان «لورا» و«جورج خباز» وجاءت النتيجة عفوية معبّرة عن المناخ قيد الرصد في المسرحية، مع فريقها الذي يعمل بقلب واحد وهمّة واحدة، ونرغب في زيادة حصّة الممثلات من المباركة النقدية من خلال ثلاث يُعطين للمشهدية خصوصية مختلفة في سياق هذا الجزء، وهن الطاقة الديناميكية الفطرية «سينثيا كرم»، والليدي الراقية والواثقة من كل التفاصيل «لورا خباز»، وصولاً إلى القادرة على التلوّن في الشخصيات «مي سحاب»، فيما إستمر الأعضاء الباقون في الفريق على إجتهادهم وخصوصية كل منهم كما يقتضي الدور، والواقع أننا لا نريد تخصيص أي منهم بتهنئة خاصة لأنهم مجتمعين حزمة حضور قوي على الخشبة، والمنطق يقول برفع القبعة لهم من دون إستثناء (جوزيف أصاف، غسان عطية، جوزيف ساسين، وسيم التوم، يوسف سلامة، روميو الهاشم، إسبيد ختشادوريان) مع تحية خاصة للمخضرمين (بطرس فرح، وعمر ميقاتي).