بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تموز 2019 12:00ص على الفنانين عدم الخوض في نقاشات مع الإعلام إطلاقاً

فليمارسوا أدوارهم ويتركوا أمر التصريحات لناطقين واعين

ميريام فارس أخطأت في مؤتمر صحفي بالمغرب ميريام فارس أخطأت في مؤتمر صحفي بالمغرب
حجم الخط
في كل الأوساط الفنية المحترمة على إمتداد العالم، هناك ناطق باسم النجم أو النجمة، يقول ما يجب قوله بأقلِّ العبارات وأقصرها، لكن التي تؤدّي الغاية التي يريدها هذا الفنان أو ذاك.

مهمة هذا الناطق توصيل رغبة الفنان إلى عموم وسائل الإعلام، عندنا يختلف الأمر يُصرّ كثيرون على عقد مؤتمرات صحفية والتحدث إلى نماذج مختلفة من الصحافيين، فحيناً يعبِّر الفنان بشكل خاطئ عمّا يريد قوله، وأحياناً تصل الفكرة ناقصة إلى عموم الصحافيين الذين يُغطّون نشاط الفن والفنانين.

المشكلة الدائمة تكمن في الذي على الفنان إعلانه وكيف، وحتى الآن لم ينجح أي فنان في الدفاع عن وجهة نظره، وكلما حاول الشرح أكثر وقع في محظور أعمق وأخطر، وباتت مواقفه مردوده عليه، إلى حدّ الأذية، وهو لا يدري ما يفعل، وتبعات ما يقول، في وقت يزيد نمط من المشتغلين في الصحافة الفنية في طين الأمور بلّة، وتكون مهمتهم بكل بساطة نقل ما سمعوا أو ما فهموا إلى النّاس، وهنا تقع مشكلة إضافية لا حل لها سوى الوقوع في الخطأ ثم عدم القدرة على معالجة الأمور.

هذه الصورة وقعت سابقاً لعدد من الفنانين خصوصاً أولئك الذين يريدون إعلان مواقف سياسية وهم أدرى من غيرهم أن هذا أمر يُسيء ويضرّ في سمعة وشهرة أي فنان، لأنه شاء أم أبى سيخسر طرفاً من الجمهور لا يحب ما يحبه هو، فلماذا يورّط نفسه في إعلان ميله السياسي، أيّاً كان هذا الميل، لأنه لا فائدة ترتجى منه في كل الأحوال، وقد أثبتت الوقائع على مدار سنوات طويلة أن أحداً من المشاهير لم يستفد من الجهة السياسية أو الحزبية أو الرسمية التي أعلن دعمها. إذن اللعبة خاسرة من أصلها.

فضل شاكر قال وفعل وأخطأ

تأييد الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية على اختلافها يعتبر نوعاً من ملامح الحس الوطني الراقي المفترض توفّره عند عموم الشباب في كل مجالات الفنون، هنا يجدون جميعاً الإحترام من النّاس والسلطة معاً.

وبعد لماذا لا ينتبه الفنانون إلى جديد أعمالهم، إلى ما يجرّبونه للخروج من دوّامة الرتابة التي يعيشها الوسط الفني والفن عموماً. بات الفنانون يصرّحون، يرسلون رسائل، يغرّدون «مع» و«ضد»، ويقولون ما يملأ بعض الفراغ في يومياتهم، ثم يحصدون سريعاً جنى ما زرعوه عبر هذه المواقف العابرة واللامفيدة.

زلّات لسان شيرين عبد الوهاب أرهقتها

لماذا لا يترك هؤلاء مهمة الإعلان عن آرائهم لمن هم أخبر منهم في الإعلام، من يستطيع معرفة الحق من الباطل، والجيد من السيئ، فلتدرس المواقف إذا كان لا بدّ من ردّ أو موقف صريح، فالصورة لا تستوي أبداً مع وجود خلل ما، في مكان ما من حياة الفنانين، ونحن نلاحظ تخبّط معظمهم في مواقف هم في غنى عن إتخاذها، يقولون فيخطئون، ويحاولون تصحيح الخطأ بخطأ أفدح  منه، وكل هذا بالإمكان تفاديه لو أن المهمة أوكلت إلى من ينوب عنهم، ويقول بلسانهم، لأنه أولاً وأخيراً يحميهم من أنفسهم، ويوصّل إلى الإعلام الصورة الأنسب عنهم فلا يعودوا مضطرين للاعتذار حيث لا يعود للاعتذار أي دور في لملمة ما تصدّع من أجواء.

على الفنانين ألا يتحدثوا.

على المغني أن يغني، والممثل أن يمثل، والمخرج أن يقف خلف الكاميرا وينتبه إلى عمله، وفيما عدا ذلك لا شيء ينفع، ولا بديل عن وجود ناطق بإسمهم لأنه يحميهم كخط دفاع مضمون.


 المصدر: جريدة « اللواء»